أنت هنا

قراءة كتاب العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه

العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه

كتاب "العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه"، هذا الكتاب يتحدث عن مبادئ العمل الإذاعي، حاولنا الوصول إلى هذه الأهداف كنتيجة بعد سلسلة من المقدمات الممهدة للوصول إليها، حيث ابتدأنا بالدعاية والرأي العام مروراً بوسائل الاتصال الجماهيري ثم تحولاً نحو أهداف الإ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 4
الأمر الآخر، من الذي يقوم بالدعاية؟
قد يقوم بها فرد أو مجموعة أفراد يكونون وراء الفكرة الإعلامية المراد أعلام الآخرين بها.
والفرد من الممكن أن يكون ظاهراً أو غير ظاهر، بالنسبة للإذاعة عادة يكون معروفاً للجمهور فهو الذي يقوم بالعمل، ومهما كان الأمر في الإذاعة تتم الدعاية عن طريق فرد معروف، حيث كانت قد أجريت عليه دراسة قبل تكليفه، فهل هو مقنع للناس الذين يتجه لهم بالموضوع؟
مثال آخر... إذا كنا نريد أن نعمل دعاية للهجرة المعاكسة من المدينة إلى الدواخل، فكيف يتم الاختيار؟ هل يكون المرسل امرأة أم رجلاً؟ وهل الموضوع يهمهما أم لا؟
البدو عادة وكذلك أهل الريف يتقبلون من الرجل، ويسمعون للشخص المتنوّر، ولديهم الرجل المسنّ الكبير مقنع في الأحاديث أكثر.
كذلك فيما يتعلق بالشخص المكلف الذي تنقل عنه الرسالة الإعلامية والدعائية، فإن ظروفه يجب أن تدرس سواء كان رجلاً أم امرأة، صغيراً أم كبيراً، شكله مقنع أم غير مقنع ولا بد من معرفة في أي جانب يكون هذا الشخص مقنعاً، وبشكل عام يجب أن يكون المرسل مناسباً للرسالة الإعلامية الدعائية وللجمهور.
الأمر الثالث هو وسيلة نقل الرسالة الإعلامية، وذلك يكون بإحدى طريقتين:
الأولى: مباشرة ووجهاً لوجه، وبإقناع مباشر.
الثانية: غير مباشرة، مثل الإذاعتين المسموعة والمرئية وكذلك الصحافة.
وكل وسيلة لها مقتضياتها الخاصة بها، ولا يصح أن تتوه عند رجال الدعاية، فيجب أن يعرفوا الوسيلة وأن يلموا بها ويدرسوها ويعرفوا مقتضياتها الخاصة وطبيعتها وفلسفة العمل الإذاعي.
وكل هذا يحتاج إلى سياسات مستمرة، وإلى وسيلة سريعة لمعرفة الرأي العام بشكل يومي ودائم،  إذ يجب أن تقاس حاسة الناس واستطلاع رأيهم، ومعرفة رد فعل الدعاية التي نبثها عند الآخرين.
يتحتم على الإعلاميين إذن أن يلمّوا بالدعاية ويدرسوها ويعرفوا كل ما يتعلق بها، خاصة وقد تأكد أنها أقوى سلاح في زمن السلم، ومن أقوى أسلحة الحرب في زمنه، وليس أدلّ على ذلك من الأثر الهائل الذي حققته الدعاية النازية التي كان غوبلز يشرف عليهما أثناء الحرب العالمية الثانية والتي كانت تتم عن طريق الإذاعة بصفة رئيسية.
وقد استفاد غوبلز في حملته الدعائية تلك من إحدى النظريات النفسية القائلة بأن الدعاية يكون لها أثر فعَّال على المستمع إذا كان يعاني من حالة من التفكير القلق، فاستغل غوبلز القلق النفسي الناجم عن الحرب في التأثير على الرأي العام في الدول المتحالفة ضد دول المحور مما كان له أكبر الأثر في الروح المعنوية للحلفاء.
إننا بحاجة إلى التأثير على الرأي العام العالمي، ولكن من خلال الصدق الإعلامي ومبدأ الإنصاف لأننا أصحاب حق ومظلومون، ففي الوقت الذي تصف فيه وسائل الإعلام نضال وكفاح الشعب الفلسطيني صاحب الحق المسلوب في وطنه بأنه إرهاب، تصف فيه جرائم القتل والإبادة الجماعية الوحشية، والتدبير واحتلال الأرض ونهب الممتلكات والأموال وتدمير المقدسات الذي يقوم به الصهاينة بحق الدفاع عن النفس والأمن، فوسائل الاعلام لا تتحرى الصدق والدقة والإنصاف لأنها تنفذ سياسات معينة لتحقيق أهداف استعمارية وصهيونية، والصدق الاعلامي يؤكد عدم اللجوء للخداع والتضليل والكذب، والخبر في وسائل الاعلام يجب أن تكون لديه قدسيته، أي أن تكون للحوادث عند وقوعها قدسية خاصة وأن تُعامل معاملة الحقائق التي لا تقبل التحوير والتزييف.

الصفحات