أنت هنا

قراءة كتاب العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه

العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه

كتاب "العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه"، هذا الكتاب يتحدث عن مبادئ العمل الإذاعي، حاولنا الوصول إلى هذه الأهداف كنتيجة بعد سلسلة من المقدمات الممهدة للوصول إليها، حيث ابتدأنا بالدعاية والرأي العام مروراً بوسائل الاتصال الجماهيري ثم تحولاً نحو أهداف الإ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 8
 الكلمة المنطوقة والمكتوبة
 
للكلمة منذ بداية التاريخ قد سيمتها، وأيضاً لها خطورتها، وقد جاء في إنجيل يوحنا عبارة تؤيد هذه الكلمة وهي "في البدء كانت الكلمة"، وكانت كلمة الله، ثم كان عبد الله. 
وهذا يدل على ما للكلمة من أهمية، والكلمة أعمال قبل أن تكون أقوالاً، أو كلاماً، حيث تأتي الأعمال ترجمة للأقوال أو الكلام.
أمّا عندما قال أبو تمام بيته "السيف أصدق أنباء من الكتب" وهو يشير بهذا إلى فتح عمورية فإنه يقول بأن العمل أصدق من الكلام، ولم يقصد بذلك الكلمة الصادقة، وإنما جاءت في البيت بأن السيف أصدق من كلام المنجمين أو العمل والفعل هو أصدق من كلام هؤلاء، وهناك مثل انجليزي يقول بأن الأفعال تتكلم أكثر من الكلمات، وهذه العبارة في ظاهرها صحيحة لكن ينقصها شيء من الدقة والدليل أمثلة من الحياة التي عشناها ونعيشها، فقد تقوم حرب بسبب كلمة قد سيء فهمها وأدت إلى خلافات تصعدت أو تطورت إلى اشتباكات ومن ثم إلى حرب بالمعنى الواسع.
كلمة الديمقراطية مثلاً.. كل العالم يدعيها، ولكن كل طرف في هذا العالم لديه معنى وتفسير لغوى خاص لهذه الكلمة ويختلف في مغزاه عما لدى الطرف الآخر. كذلك كلمة الحرية لها وجهان أحدهما للخير والآخر للشر، وهي بلورة لأيديولوجية معينة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والكلمة الطيبة قد تفتح باب الرزق، فقال -$ -"الكلمة الطيبة صدقة"، أما الكلمة السيئة فقد تؤدي إلى الحرب والقتل والدمار.
إن كل ما سبق يدل على أن الكلمة لها قيمتها، وهي تقسم إلى قسمين:
1. الكلمة المنطوقة: وهي تصنع بالفم والشفاه واللسان والأنف وتدرك بالأذن، وهي تتبدد في اللحظة التي تخرج فيها، ما لم تستخدم الآلات لحفظها من الضياع، وهي محدودة الطاقة، تقوّى من أجل سماعها.
ولغة الكلام تقوم على استخدام الأصوات بمواصفاتها المعروفة بالإيقاع والنغم والنبر، وهي لها سرعات متفاوتة عند انطلاقها دون اعتبار للوقفات التي تكمن بين مفردات عباراتها، وهي قد تكون نشيطة أو عابثة أو قاسية أو شديدة أو ضعيفة أو غاضبة أو هادئة أو متعجرفة أو اقناعية وغير ذلك يعتبر مرآة صادقة كما يجول في خاطرنا أو ما تنطوي عليه مشاعرنا.
2. الكلمة المكتوبة: وتصنع باليد، وتدرك بالعين، وتحفظ وتبقى بقاء المواد المصنوعة، ويمكن نقلها محفوظة إلى أي مكان من العالم، وقد كانت الكلمة المكتوبة قبل بروز الإذاعات لديها فرصة للانتشار على مجال واسع بسبب نشرها في الكتب والصحف والمجلات.
أما الكلمة المنطوقة فكانت ضيقة المجالات بين المستمعين، تحتاج إلى جهد لنقل الأفكار، حتى حدثت الاختراعات التي جعلتها أقوى من الكلمة المكتوبة التي تنتشر، ذلك أنه تم التوسع باستخدام الإذاعتين المسموعة والمرئية إلى جانب استخدام الهاتف من قبل، وقد أدى ذلك كله بالكلمة المنطوقة لأن يتسع انتشارها، يضاف إلى ذلك أن كل الناس يسمعون، ولكن الكثيرين منهم لا يكتبون، وهم مستعدون لأن يستمعوا من أجل أن يفهموا.
من هنا نرى أن الكلمة المنطوقة تمتاز عن الكلمة المكتوبة بأن الجميع يستطيع أن يسمعها ويفهمها بعكس المكتوبة التي تحتاج لمن يقرؤها حتى يفهمها، وتتمثل خطورة المنطوقة بأنها تسمع عن طريق الإذاعتين المسموعة والمرئية، وهي بخلاف الكلمة العادية التي تكتسب أهميتها من خلال موقف معين قد حدث، فمثلاً لو قيلت الكلمة المنطوقة لمجموعة من الأشخاص في غرفة محدودة، فمن الطبيعي أن يكون تأثيرها محدوداً وبسيطاً بحدود هذه الغرفة، أما جهاز  الإذاعتين المسموعة والمرئية فقد يستمع لهما في لحظة واحدة ملايين الأشخاص، مما يؤكد خطورة الإذاعة بشكل غير عادي.

الصفحات