المجموعة القصصية "كان ردائي أزرق" للكاتب العراقي جمال كامل فرحان الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها: كان عقله مشوشا في تلك اللحظات، متخبطا بين هند وبغداد .. مفكرا بالكراهية، كيف تصنع؟ من أين تأتي وتجيء؟ هل خلقت معنا أم زرعت في القلوب؟
أنت هنا
قراءة كتاب كان ردائي ازرق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
بعد وقت، توقفت أمام واجهة فندق عال بطوابقه الستة، فأخرجت الورقة من جيب سترتي وقرأت: نعم، هذا هو فندق جنروك·
كانت صالة الفندق واسعة ودافئة· لم يكن فيها سوى عجوز كردي جلس مطرق الرأس ومحني الظهر قليلا، بلباسه الفضفاض وعمامته البنية المتلوية فوق رأسه· أخبرني موظف الاستعلامات بعربيته المكسرة - كان كرديا هو أيضا- بعد أن سحب سجلاً سميكاً أسود اللون وأكد ليّ وهو يتفحص الأوراق ويقلبها:
- أي كاكة ابن عمك كان هنا·· بات ليلة واحدة، وخرج صباحا حوالي الساعة التاسعة ولم يعد بعدها·
وضعتُ مرفقي على سطح الحاجز الخشبي الصقيل الذي يفصلنا، ورحت أفرك وجهي بيدي اليمنى زافرا زفرة طويلة ثم لمحته يمدّ عنقه ويكمل كلامه بصوت أقرب إلى الهمس:
- حقيبته وملابسه محفوظة في أمانات الفندق·
كان قد أغلق السجل الكبير وظل ساكتا· جو الصالة الرطب أشعرني بارتخاء أطرافي وخدر خفيف راح يدب في رأسي وجسمي، فسألته:
- ألم يقل شيئا قبل خروجه ؟
قال: لا·
كنت حائرا لا أعرف ماذا افعل؟ وأين وكيف أبحث عنه ؟ فأخبرته عن اختفائه والأيام العشرة كيف مرت على أهل بيته· كانت أصابعي متوترة تخربش الحاجز الصقيل، فسألني الموظف:
- كاكة بحثتم في الطب العدلي·
أربكتني هذه الجملة وقلت بصوت مختنق:
- لا·