المجموعة القصصية "كان ردائي أزرق" للكاتب العراقي جمال كامل فرحان الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها: كان عقله مشوشا في تلك اللحظات، متخبطا بين هند وبغداد .. مفكرا بالكراهية، كيف تصنع؟ من أين تأتي وتجيء؟ هل خلقت معنا أم زرعت في القلوب؟
أنت هنا
قراءة كتاب كان ردائي ازرق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
بعد نصف ساعة من سير متخبط، وجدت نفسي أدخل كَراج باب المعظم· لا أدري كيف وصلت ؟ ولماذا أتيت إلى هنا؟ ولِمَ دخلت الكَراج من دون أن أفكر أو يساورني القلق والخوف ولو للحظة؟
هناك، وفي مصادفة غريبة تعجبت لها، التقيت (أحمد سعيد) صديقي القديم أيام حرب التسعينات·
كان أحمد سعيد يعمل في إحدى الكافيتريات الكثيرة الموجود في كَراج باب المعظم·· أكلات سريعة ودسمة وعصائر طبيعية وبأبخس الأسعار، هذا ما قرأته على الواجهة الزجاجية النظيفة وأنا أقترب منها وألوح بيدي إلى أحمد·
جلسنا في مقهى قريب من الكَراج بعد أن استأذن ساعة من عمله· رحتُ أنظر إليه وأتأمله·· لم يزل على نحافته وسمرته النقية التي تلونها ضحكته الهادئة· سألني عن أحوالي وعن الحياة كيف مرت معي بعد أيام الجيش· فقلت له:
- لا شيء جديداً طرأ على حياتي وما زلت متشبثا بعزوبيتي·
ابتسم في وجهي ابتسامة صغيرة ثم أخبرته عن ابن عمي واختفائه وعن الطب العدلي، وأغراضه التي لم أقدر أن آخذها من أمانات الفندق، والرؤوس التي تتحرك بلا أجساد· وحيرتي التي أنا بها، وكيف أستطيع الذهاب هناك وأبحث بين الجثث والرؤوس· فقال بصوت بارد وهو يقلب استكان الشاي:
- نعم، أعرف هذا الشعور·
- تعرف !
- نعم، لكن بصورة مغايرة·