المجموعة القصصية "كان ردائي أزرق" للكاتب العراقي جمال كامل فرحان الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها: كان عقله مشوشا في تلك اللحظات، متخبطا بين هند وبغداد .. مفكرا بالكراهية، كيف تصنع؟ من أين تأتي وتجيء؟ هل خلقت معنا أم زرعت في القلوب؟
أنت هنا
قراءة كتاب كان ردائي ازرق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
- منو·· منو·
بصوت متقطع قلت: آني مرسال·
بحركة بطيئة انسحب الباب إلى الداخل، وظهرت فتاة رشيقة في العشرين من عمرها، بوجه جميل وعينين عسليتين كبيرتين، قلت لها وأنا أبلع ريقي:
- آني ساعي بريد·
أمالت رأسها على كتفها اليسرى ونظرت إليّ بعينين مستغربتين قبل أن أسمعها تهمس:
- أنت من ؟
- أخبري من في البيت وسوف يفهمون·
شيعتني الفتاة بنظرة غريبة ثم تركتني· أطلقت زفرة ارتياح قصيرة، وشعرت بسخونة رأسي وجبهتي· في تلك اللحظة لمتُ نفسي على هذه الخدمة وعلى هذه الزيارة·· أي حماقة أوقعت نفسي بها ؟ وأي توريطة أنا بها الآن·· فتخيلت قهقهات وسخريات من في المنزل حين تخبرهم الفتاة عني وسخافة قولي: أني ساعي بريد·
جاءت الفتاة ووقفت جانبا وقد أشرعت درفة الباب قائله:
- أتفضل·
ارتبكت قليلا ثم دخلت أتبع الفتاة· عبرنا حديقة صغيرة نسبيا، فالتقط أنفي رائحة العشب المبلول ورائحة شجرة ملكة الليل بعبقها الندي الخدر· وقفت الفتاة وأشارت إليّ بحركة من يدها إلى باب غرفة الاستقبال ثم تركتني·
جلستُ بعد تردد على أريكة وثيرة، قماشها سميك أرجواني يميل إلى السواد· كان التيار الكهربائي مقطوعا، وثلاث شموع تتراقص بظلالها فوق طاولة زجاجية انتصفت الغرفة·