المجموعة القصصية "كان ردائي أزرق" للكاتب العراقي جمال كامل فرحان الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ نقرأ منها: كان عقله مشوشا في تلك اللحظات، متخبطا بين هند وبغداد .. مفكرا بالكراهية، كيف تصنع؟ من أين تأتي وتجيء؟ هل خلقت معنا أم زرعت في القلوب؟
أنت هنا
قراءة كتاب كان ردائي ازرق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
سكت أحمد سعيد وضيق عينيه بعض الشيء، وكما لو تذكر أمرا ما:
- متى تذهب إلى الطب العدلي ؟
فاجأني سؤاله وأربكني قليلا قبل أن أجيب:
- أظنني سأذهب غدا صباحا·
رمى عقب سيجارته بعيدا ثم أسند ساعده الأيمن إلى الطاولة وقال:
- أقلت عشرة أيام لم يتصل ابن عمك ؟
- نعم هذا ما قالته زوجته·
جمدت عيناي ولم تطرفا وأنا أتأمل وجهه قبل أن أردف·
- هل من أمل ؟
سحب سيجارة جديدة من علبته وبدأ يلاعبها بين أصابعه وقال:
- أذكر، كانت نافذة الغرفة مشرعة قليلا، وريح خفيفة تلاعب أطراف الستارة بقماشها السميك·· كنت أفكر بالرجل الكبير وجدوى هذا اللقاء، وهل يفصح عن معنى وماذا يكون؟ وكيف ستنظر إليّ المرأة حين أكلمها عنه·
بعد لحظات جاءت الفتاة بوجهها المورد وهي تحمل صينية الشاي، وضعتها فوق الطاولة ثم انسحبت بهدوء إلى ركن الباب· لمحت الصينية من طرف عيني، كانت تحوي قدح شاي خزفياً جميلاً، وصحناً وضُعِ في منتصفه قطعة كيك واحدة أحسستها شهية وهشة الطعم·
- اشرب شايك قبل أن يبرد·
رأيت امرأة قد تجاوزت الخمسين من العمر، تدخل الغرفة وتجلس على كرسي قريب من الباب· كانت نحيلة بعض الشيء، ترتدي ثوبا أسود وشالاً لفته فوق رأسها· كان وجهها وإن لاعبته التقاطيع والغضون إلا أنه ما زال يشع نضارة وحيوية·