كتاب "مساجلات نقدية - ردود وتعقيبات" لا شك أن تبادل الحوارات والنقاشات في قضايا فكرية وسياسية وثقافية تعتبر قيمة رفيعة في الحراك الثقافي والفكري في أي مجتمع من المجتمعات، كما أن ديننا الإسلامي يحض على الحوار، والقرآن الكريم يعتبره البعض كتاب حوار في آيات كث
أنت هنا
قراءة كتاب مساجلات نقدية - ردود وتعقيبات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
مساجلات نقدية - ردود وتعقيبات
الصفحة رقم: 3
1 - العلم والعلمانية
الذي نعرفه وتعرفه المعاجم والقواميس العلمية أن مصطلح العلمانية لا صلة له بالعلم و العلمية وأنها مجرد مذهب فلسفي ساد في القرن السابع عشر، وأخذت عبر التاريخ تكسب عدة معان منها على سبيل المثال (فصل الدين عن الدولة)، (عزل الدين والكنيسة عن شؤون المجتمع وسياسته)، حتى أن المصطلح هو (Secularism) بمعنى العالمية نسبة إلى العالم (بفتح اللام)، وتعني حرفياً في قواميس اللغة الإنجليزية (المذهب الدنيوي)، أو الدنيوية أو اللادينية ، وهي صيغة نشأت أصلاً كمقابل للمقدس والخارق للطبيعة أو الجمود، إلى آخره من التحديدات التعريفية، أما العلم أو المذهب العلمي فيطلق عليه باللغة الإنجليزية (SCIENCE) والمذهب العلمي يطلق عليه كلمة (SCIENTISM)·
لذلك نجد أن دائرة المعارف البريطانية عرفت العلمانية بأنها (حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالدنيا)·
وجاء في قاموس أكسفورد شرحاً للكلمة (SECULER) بأنها تعني دنيوي أو مادي ليس دينياً ولا روحياً - السلطة اللا دينية - الحكومة المناقضة للكنيسة·
إذن العلمانية تعني تحديداً بأنها الدولة اللا دينية ، وكذلك فصل الدين عن الدولة أو أبعاده ، وهي كلمة تاريخية لها ارتباط بالبيئة وظروفها الاجتماعية والصراع الذي قام بين الكنيسة· والمذاهب الوضعية، ونتيجة لمحاربة العقول والأفكار السائدة في أوروبا في القرن السابع عشر وما بعدها· أما العلم أو العلمية فهي شيء آخر غير العلمانية ، إذ يعني وصف الاتجاهات التي تعتمد على البحث والتجريب وعلى وصف الظواهر وتعليلها وإن المعرفة العلمية تقتصر على استخدام المشاهدة والتجربة لاكتشاف القوانين، ويهتم بالفروض والاستقراءات والملاحظة إلخ·
فلذلك العلمانية والعلمية منهجان مختلفان تمام الاختلاف، وإن محاولة ربط العلمانية بالعلم تزييف غير واقعي·· لإلباس العلمانية، وهي فلسفة اجتماعية نشأت عن ظروف معينة لباس العلم تعني إعطاءها حقاً غير حقها وإلباسها ثوباً بالمقلوب·· إلا إذا كان الهدف من إضفاء العلمية عليها إعطاءها مظهر و لباس الكشخة حتى تظهر جميلة و حبوبة ليزداد العاشقون ويكثر الخطّاب
فالعلم، يا أستاذنا الكريم لا يقر منهجاً ناقصاً ونظريات تتبدل وتترقع حسب الظروف والميول والاتجاهات·· العلمش لا يرى إلا التجربة والعمل في حالة الفروض والاحتمالات، و العلمانية هي فلسفة قائمة لها مدلولها الاجتماعي وعرفها الغربيون بأنها تعني اللا دينية كما أشرنا آنفاً·