"حروب الخليج في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين" كتاب سياسي شامل للمؤرخ الأردني الدكتور علي محافظة تحت عنوانتناول فيه حروب الخليج الثلاث من خلال قراءة تسعة عشر كتاباً تضم مذكرات كبار الساسة والعسكريين الغربيين.
أنت هنا
قراءة كتاب حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين
الصفحة رقم: 7
أما باكستان فهي الشريك الاستراتيجي الرئيسي الوحيد للولايات المتحدة في المنطقة الممتدة من تركيا إلى اليابان· وقد تعاونت مع الولايات المتحدة في العقود الزمنية الأخيرة لدعم المقاومة الأفغانية للاحتلال السوفياتي، ولتسهيل التقارب مع الصين سنة 1972· ومع أن سياسة باكستان تتعارض أحياناً مع السياسة الأمريكية، وخاصة في مسألة انتشار الأسلحة النووية، لم تبد أية دولة أخرى شجاعة مماثلة لشجاعتها في مجابهة العدوان السوفياتي على أفغانستان، وحتى تتجنب الولايات المتحدة نزاعاً نووياً محتملاً بين باكستان والهند حول مسألة كشمير، يجب عليها أن تحث نيودلهي على إنهاء حالات خرق حقوق الإنسان من قبل قواتها الأمنية في هذه الولاية، والتفاوض على اتفاق للحكم الذاتي مع قادة كشمير· كما يجب تشجيع رجال الأعمال الأمريكيين على الاستثمار في باكستان لتعزيز عملية الإصلاح فيهــا·
يبرر نيكسون اختياره لمصر، بأن سكانها يؤلفون 35% من مجموع سكان العالم العربي، وبأنها الدولة العربية الأولى التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل، وظلت لعشر سنوات مطرودة من جامعة الدول العربية، ثم عادت كزعيمة طبيعية للعرب· ويقترح نيكسون قيام جبهة عربية موحدة مع الولايات المتحدة لدعم عملية السلام العربية ـ الإسرائيلية، ومقابل ذلك تلغى الديون المترتبة على مصر، وتقدم لها المعونات لوضع اقتصادها على مسار حرية السوق، ومساعدة قادة مصر على تبني إصلاحات سليمة تؤدي إلى تغذية الشعب المصري، وليس إلى إثراء بيروقراطية نهمة·
وآخر هذه الدول المنتقاة إندونيسيا المؤلفة من أرخبيل طوله ألف ميل، وهي خامس دولة في العالم في عدد السكان· وقد بدأت بخطوات اقتصادية مهمة، مع أنها ظلت تحكم حكماً مستبداً على يد الرئيس سوهارتو Suharto منذ سنة 1967· وارتفع دخل الفرد السنوي بين سنتي 1967 و1991 من خمسين دولاراً إلى خمس مئة دولار، وتبنى برامج ناجحة للحد من نمو سكان بلاده المتعاظم، وغدت إندونيسيا رائدة في إصلاحات حرية السوق في العالم الإسلامي· وارتفعت قيمة صادراتها من المنتجات غير النفطية حتى بلغت ضعف قيمة صادراتها من النفط سنة 1991· وواصلت دفع أقساط ديونها منذ سنة 1967 دون إعادة جدولة لها·
يقول نيكسون إن انتقاء هذه الدول الأربع لإقامة شراكة أمريكية معها لا يعني التخلي عن أنظمة الحكم الإسلامية التحديثية الأخرى الموالية للغرب· فهو يمتدح الحسن الثاني، ملك المغرب، ويعده من الحكام المسلمين المستنيرين، وأنه ينتهج سياسات تقدمية في المغرب، ويتعاون مع الولايات المتحدة في مسائل إستراتيجية مهمة· ويشيد بعلاقات المملكة العربية السعودية مع الغرب، ولكنه يصف نظام حكمها بالمستبد المتسلط· ولا يعتبر المغرب والعربية السعودية من الدول التي تمثل قاعدة مركزية قابلة للحياة، لأنهما تفتقران للثقل السياسي الضروري لتوجيه العالم الإسلامي·
ويقرر نيكسون أن سياسة الشراكة الانتقائية التي يقترحها لن تحقق نجاحاً فورياً· ولكنه يرى أن أثرها الواضح في توجيه التطور التاريخي للعالم الإسلامي سيظهر بعد جيل واحد· وهو يتوقع للأنظمة الأصولية الإسلامية، مثل إيران، وللأنظمة الراديكالية مثل ليبيا والعراق وسوريا بالزوال·
وينصح الإدارات الأمريكية بعدم الاقتراب كثيراً من الدول التحديثية الإسلامية حتى لا تغدو العلاقات الأمريكية معها هدفاً للمعارضة المحلية، وذلك لأن ذكريات الاستعمار في العالم الإسلامي تجعل من النفوذ الغربي مسألة حساسة· ويرى أن تعامل هذه الإدارات القادة التحديثيين المسلمين كشركاء أنداد·
ينتقد نيكسون ثورات الغضب التي تعتري الأمريكيين حين تعارض حكومة أجنبية صديقة السياسة الأمريكية· ويضرب مثلاً على ذلك موقف القادة العرب من قصف الولايات المتحدة لليبيا في نيسان 1986، رداً على هجمات إرهابية ضد موظفين أمريكيين، ويقول: استنكر العديد من القادة في المنطقة ذلك، وأدانونا علناً، ولكنهم سروا خفية بذلك.