أنت هنا

قراءة كتاب حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين

حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين

"حروب الخليج في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين" كتاب سياسي شامل للمؤرخ الأردني الدكتور علي محافظة تحت عنوانتناول فيه حروب الخليج الثلاث من خلال قراءة تسعة عشر كتاباً تضم مذكرات كبار الساسة والعسكريين الغربيين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
في مذكرات مارغريت تاتشر
 
مع أن مارغريت تاتشر Margaret Thatcher، كانت رئيسة وزراء بريطانيا طوال فترة الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، إلا أنها لم تول هذه الحرب اهتماماً في مذكراتها التــي صـــدرت سنـــة 1993 تحـــت عنوان سنوات داوننغ ستريت The Dowing Street Years عن دار النشر Harper Collins في لندن· وكتبت عنها بضعة أسطر، بينما كتبت صفحات عديدة عن الأشهر القليلة التي سبقت تخليها عن السلطة، والتي شهدت غزو العراق للكويت·
 
تناولت تاتشر الحرب العراقية ـ الإيرانية في فقرتين من مذاكرتها· اتهمت فيها العراق بالبادئ بالحرب· كتبت في هذا الصدد: في أيلول 1980، هاجم العراق إيران، ووجدنا أنفسنا، مرة أخرى، في مخاض أزمة جديدة لها مضاعفات سياسية واقتصادية خطيرة محتملة على المصالح الغربية· قرر صدام حسين أن الفوضى القائمة في إيران تقدم له فرصة لا تعوض لإلغاء اتفاق الجزائر لسنة 1975 الذي سوى النزاع بين البلدين حول شط العرب، والاستيلاء عليه بالقوة: بعد اندلاع الحرب بقليل جاء بيتر كارنغتون Peter Carrington وزير الخارجية إلى تشكرز Chequers مقر رئيسة الوزراء الصيفي خارج لندن، لبحث الوضع معي· كنت معنياً بصورة رئيسية بالحيلولة دون انتشار النزاع إلى الخليج، وتورط دول الخليج الغنية بالنفط الهشة الكيان، وهي التي لها علاقات تقليدية وثيقة مع بريطانيا· أبلغت بيتر أنني لا أشاطر الرأي الشائع بأن الإيرانيين سيهزمون بسرعة· إنهم محاربون متشددون، ولديهم سلاح جوي فعال يستطيعون به الهجوم على المنشآت النفطية العراقية· لقد كنت على صواب: ففي نهاية السنة، وبعد نجاحات أولية، أصبح العراقيون عاجزين عن التقدم، وغدت الحرب تهدد استقرار الخليج والملاحة الغربية في المنطقة.
 
قامت تاتشر بزيارة للعربية السعودية ودول الخليج العربية الأخرى في نيسان 1981، أي بعد مرور ما يربو على ستة أشهر من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية· بدأت تلك الجولة في 18 نيسان 1981 بزيارة العربية السعودية· فكانت أول رئيس وزراء بريطاني يزور هذه الدول· وقد أعدت نفسها كامرأة للزيارة بارتداء ملابس محتشمة مراعاة للتقاليد الإسلامية المحافظة في هذه الدول· وقد امتدحت في مذكراتها زوجات قادة تلك الدول، وما يتمتعن به من تعلم وثقافة ومعلومات· وشد انتباهها ما يتمتعن به من نفوذ لا يقيم الغرب له وزناً·
 
أشارت تاتشر إلى العلاقات البريطانية التقليدية المتينة مع دول الخليج، والتي تعود إلى سنين ماضية، يوم كانت بريطانيا حامية لهذه الدول ومسؤولة عن أمنها، قبل اكتشاف النفط بمدة طويلة· ولم تترد في إبداء أسفها على انسحاب القوات البريطانية من هذه الدول ومنحها الاستقلال سنة 1971· ووجهت اللوم لحكومة إدوارد هيث Edward Heath التي التزمت بقرار حكومة العمال، برئاسة هارولد ويلسون Harold Wilson، بسحب القوات البريطانية، والتخلي عن مسؤوليات بريطانيا في منطقة شرقي السويس· وبررت هذا الأسف بقولها: أثبتت الأحداث مراراً أن الغرب لا يستطيع انتهاج سياسة التخلي التام عن هذه المنطقة الاستراتيجية الحيوية.
 
اعترفت تاتشر أن جولتها هذه كانت لأهداف تجارية وأمنية، تقول في هذا الصدد: وفي هذا المجال عززت صلاتنا الدفاعية القديمة مصالحنا التجارية· فبعض الطائرات الحربية والدبابات البريطانية تناسب هذه المنطقة واغتنمت تاتشر هذه المناسبة لتطمين قادة دول الخليج بشأن قوة الانتشار السريع Rapid Deployment Force التي كثر الحديث حولها آنذاك، بسبب الحرب العراقية ـ الإيرانية· وكان بعض قادة الخليج وقادة دول المشرق العربي الأخرى، يخشون أن تمهد هذه القوة الطريق لتدخل عسكري غربي مباشر في الشرق الأوسط· أكدت تاتشر لقادة الخليج أن ذلك لن يحدث دون علمهم ودن موافقتهم·

الصفحات