أنت هنا

قراءة كتاب حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين

حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين

"حروب الخليج في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين" كتاب سياسي شامل للمؤرخ الأردني الدكتور علي محافظة تحت عنوانتناول فيه حروب الخليج الثلاث من خلال قراءة تسعة عشر كتاباً تضم مذكرات كبار الساسة والعسكريين الغربيين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9
تقول تاتشر في مذاكرتها: كان النزاع العراقي ـ الإيراني مستمراً، وإن كان على مستوى متدن من الفعالة· ولا يعرف أحد ما سيكون عليه من الخطورة في تهديد الأصولية الإسلامية· إن حضوراً غربياً مكشوفاً جداً قد يخلق مبرراً لاستمراره، لكن دعماً قليلاً جداً قد يعطيه فرصة وأثنت على مجلس التعاون الخليجي، واعتبرته عاملاً مهماً لضمان أمن المنطقة·
 
وفي زيارتها للإمارات العربية المتحدة في 21 نيسان 1981 أكدت أن بريطانيا زودت الإمارات بكميات جيدة من الأسلحة والاستشارات العسكرية، ولا سيما طائرات هوك Hawk الهجومية الأرضية والتدريبية منها أيضاً· وفي زيارتها لإمارة دبي في اليوم التالي علقت بقولها: دبي ساحرة، مثل بقية بلدان الخليج التي زرتها ملأى بالأزهار التي يتم العناية بها يوميا· وهي ميناء حافل بالنشاط والحركة.
 
وزارت تاتشر مسقط، والتقت بالسلطان قابوس الذي اعتبرته أحد أقرب الأصدقاء لبريطانيا في الخليج وبحثت معه حاجات عُمان من الأسلحة والتجهيزات العسكرية، مثلما تناولت في حديثها معه الوضع في الخليج والحرب العراقية ـ الإيرانية· وقد وصفت السلطان بأنه كان دوماً مصدراً قيماً للمعلومات عن إيران وما يجري فيها وعلقت على موقفها من الحرب المذكورة بالعبارة التالية: كنا حريصين على أن تبقى الحرب محصورة بين الدولتين المتحاربتين، وأن لا تتجاوز الطرف الشمالي من الخليج، وذكرت أن حكومتها وضعت ثلاث بوارج حربية من مجموعة آرميلا للحراسة البحرية Armilla Patrol في الخليج سنة 1980 للإبقاء على الممرات البحرية مفتوحة، لما أصبحت الحرب العراقية ـ الإيرانية تهدد الملاحة في الخليج· وكانت زيارتها لقطر في ختام جولتها هذه، وبحثت مع أميرها الشيخ خليفة مساهمة الشركات البريطانية في تطوير استخراج الغاز القطري·
 
اعتبرت تاتشر هذه الجولة التي جمعت بين الدبلوماسية والتجارة والمباحثات الخاصة أنموذجاً يمكن تكراره في السنوات القادمة·
 
أرادت تاتشر إخفاء الدور البريطاني الحقيقي في الحرب العراقية ـ الإيرانية· وهو دور استهدف إطالة أمد الحرب، من خلال تزويد الطرفين المتحاربين بالأسلحة والعتاد والتجهيزات العسكرية· فقد وقعت شركات بريطانية عقوداً مع العراق سنة 1981 لبيع أسلحة وعتاد (بقيمة 312,5 مليون جنية استرليني· وزودت الشركات البريطانية العراق بألف سيارة من نوع لاندروفر العسكرية، و(60) سيارة أخرى مجهزة باتصالات لاسلكية، و(50) سيارة من نوع (رينج روفر)، واشترى العراقيون كميات من رادارات سمبلين Cymbeline لتعيين مواقع مدافع الهاون·
 
واستمرت بريطانيا في تدريب العسكريين من العراق وإيران· فقد كان ثمانون من طياري سلاح الجو العراقي يتدربون في كارليسل Carlisle ببريطانيا، وفي الوقت نفسه كان عشرة من الضباط الإيرانيين يتدربون على استعمال نظام الدفاع الجوي Skyguard من قبل الشركة الصانعة البريطانية British Manufacture and Research Company ومقرها في القاعدة الجوية في فالدرينغوت· واستمرت بريطانيا في تدريب العراقيين طوال مدة الحرب، بينما حرم الإيرانيون من هذه التسهيلات مع نهاية سنة 1982·
 
فرضت بريطانيا حظراً على تصدير التجهيزات العسكرية إلى كل من العراق وإيران سنة 1984· ولكن الشركات البريطانية لم تلتزم بهذا الحظر· وفي تشرين الثاني 1986، زار الآن كلارك Alain Clark، وزير التجارة والصناعة، بغداد لتشجيع التجارة البريطانية مع العراق، على الرغم من قرار الحظر المعلن· واتفق مع علي حسن المجيد على زيادة القروض البريطانية للعراق إلى (750) مليون جنية إستراليني، وشجعت الحكومة البريطانية البنوك البريطانية على منح العراق قروضاً تجارية بمبالغ كبيرة· وقام بنك Midland Bank بدور قيادي في هذا المجال، وأقرض العراق (340) مليون جنية استراليني سنة 1989، وقدم قرضاً آخر له سنة 1990 مقداره (250) مليون جنية· وبين سنتي 1980 و1985، زودت بريطانيا العراق بمواد عسكرية قيمتها (2388) مليون جنية إسترليني كقروض· وزيد هذا الرقم حتى بلغ (3517) مليون جنية إسترليني سنة 1990·

الصفحات