أنت هنا

قراءة كتاب حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين

حروب الخليج - في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين

"حروب الخليج في مذكرات الساسة والعسكريين الغربيين" كتاب سياسي شامل للمؤرخ الأردني الدكتور علي محافظة تحت عنوانتناول فيه حروب الخليج الثلاث من خلال قراءة تسعة عشر كتاباً تضم مذكرات كبار الساسة والعسكريين الغربيين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10
الحرب العراقية-الإيرانية في مذكرات جاك أتالي
 
كان اهتمام الساسة الفرنسيين بالحرب العراقية ـ الإيرانية أعمق مما كان لدى أقرانهم من الساسة الأوروبيين والأمريكيين· ذلك أن علاقات فرنسا بكل من إيران والعراق قد تجاوزت حذر الدول الغربية الأخرى وتحفظاتها· ففرنسا هي التي استقبلت آية الله الخميني على أرضها لاجئاً سياسياً، ومنها بدأ اتصالاته مع الداخل الإيراني· وهي التي سهلت له العودة إلى طهران لقيادة الثورة التي أطاحت بالشاه سنة 1979· وفتحت فرنسا أبواب التعاون مع العراق منذ بداية السبعينات من القرن العشرين، وأبرم العراق معها عقوداً لشراء الأسلحة منذ سنة 1976· وتطور التعاون الاقتصادي بين البلدين طوال عقد السبعينات·
 
كانت الحرب العراقية ـ الإيرانية (1980-1988) مفاجئة للساسة الفرنسيين، مثلما كان تطور الأحداث الداخلية في إيران بعد نجاح الثورة مفاجئاً لهم· ففي ليلة 29/30 تموز 1981، وصل حسن بني صدر، رئيس جمهورية إيران السابق، ومسعود رجوي، قائد حركة مجاهدي الشعب إلى مطار إفروي Evreux بفرنسا، طالبين اللجوء السياسي· أعطت الحكومة الفرنسية موافقتها لهما شريطة أن لا يقوما بأي نشاط سياسي· ردت إيران على ذلك بتظاهر مئتين من الحرس الثوري صباح 30/7/1981 أمام سفارة فرنسا في طهران· وانضم المئات إليهم في اليوم التالي حتى بلغ عددهم خمسة آلاف، لاسيما على أثر التصريحات التي أطلقها بني صدر ورجوي في باريس·
 
كان الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في لندن خلال هذين اليومين، وبعد عودته سعى إلى التهدئة مع إيران، فأوعز إلى مركز صناعة السفن في شيربورغ بإنزال ثلاث سفن حربية من قاذفات الصواريخ إلى مياه البحر بقصد تسليمها لإيران، وهي جزء من صفقة عقدها الشاه سنة 1974، وتم التحفظ عليها منذ سنتين· ووجه ميتران رسالة تهنئة إلى الرئيس الإيراني الجديد علي رجائي· لم تجد هاتان الخطوتان استجابة لدى السلطات الإيرانية، التي أتهمت فرنسا بأنها أصبحت مركزاً لمناهضة الثورة الإسلامية· عندها قررت باريس إعادة مواطنيها كإجراء وقائي· فما كان من الإيرانيين إلا أن أعادوا لعبة الرهائن الأمريكيين، فقرروا منع (62) فرنسيا من العودة إلى بلادهم في 6 آب 1981·
 
ترأس ميتران اجتماعاً في قصر الإليزيه لبحث الموضوع دام خمس ساعات، تقرر فيه إرسال بول ديبي Pol Depis المبعوث الخاص لميتران إلى طهران، حصل مبعوث الرئيس الفرنسي على وعد من السلطات الإيرانية بمغادرة حوالي مئة فرنسي يومي 10و12 آب 1981· بعث وزير الخارجية الفرنسي كلود شيسون Claude Chysson مستشاره برونو دولاي Bruno Delaye إلى بني صدر ورجوي، حاملاً رسالة من الرئيس ميتران جاء فيها: إذا لم يعد مواطنونا ستعيشون منقطعين عن العالم في ليلة 12 آب، غادر الفرنسيون المحتجزون طهران· ومنذئذ ولسنين تالية غدت فرنسا وما تمثله في عيون الإيرانيين شيطاناً لئيماً·
 
في أعقاب هذه الأزمة الحادة بين فرنسا وإيران وصل إلى باريس طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية في 19/8/1981، طالباً استئناف التعاون العسكري العراقي ـ الفرنسي· ينقل جاك أتالي Jacques Attali، مستشار الرئيس ميتران تفاصيل الموقف الفرنسي من الحرب العراقية ـ الإيرانية في يومياته، التي نشرها في مجلدين ضخمين بعنوان: حرفيا Verbatim الأول سنة 1993 والثاني سنة 1995، وتدور حول الأحداث وردود فعل رئاسة الجمهورية الفرنسية عليها بين سنتي 1981 و1988·

الصفحات