رواية «كائن مؤجل» الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، يعرض الأديب السعودي فهد العتيق في روايته الأولى تجربة إنسانية لبطله خالد، تعيش ذاكرة مشتعلة تتأمل ذكريات طفولته وصباه في عالم قروي يعيش في حارة من بيوت الطين، فيعرف فيها معاني الحب في سن ص
أنت هنا
قراءة كتاب كائن مؤجل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
قال له مديره في العمل، وهو قريبه أيضاً:
- واظب على وظيفتك من أجل الترقية، وحتى تتقاعد براتب جيد·
صدمته النصحية··
لكن والده أكد له:
- هذه نصيحة من إنسان مجرب··
هنا بدأ الخوف··
بدأت الشكوك في كل شيء، أحياناً مجرد وخزة ضمير، لكنها تهز كيانه بالكامل·
ترك الوظيفة، ذهب إلى أخرى، وعرف فيما بعد أن مديره السابق صار رجلاً ثرياً، وفتح مدرسة خاصة، ثم صار مستشاراً في مكتب رجل مهم··
أخيراً استقر به الوضع في شركة، شركة جديدة مليئة بالمهندسين والعمال الهنود، لكن العمل بها مرتبك وغير واضح، وفوجئ ذات ظهيرة أن مدير الشركة أحضر غداءً للمهندسين والعمال، صحوناً كبيرة من الرز والدجاج، وضعوها على مفارش وسط صالة المبنى، أكلوا جميعاً وهم يتحدثون عن كل شيء، ويعصرون الليمون على كل شيء، ثم يشربون الكولا، وبعد الانتهاء انفرد مدير الشركة بالمهندس المسئول، وأوصاه خيراً بالشركة، لأنه يريد السفر خارج الوطن ( للاستجمام )، سأله المهندس عن رواتب العمال، قال بعجل: إذا عدت يا أخي، ثم ذهب إلى سيارته، فلحق به أحد العمال وهو يركض صائحاً: مدير·· مدير·· يا صديق، سأله المدير: ماذا تريد يا عظيم الزمان، قال عظيم: راتب يا شيخ، قال المدير بحدةٍ: أذهب للمهندس، ثم أطلق عجلات سيارته للريح·
واصل العمل في هذه الشركة الجديدة التي بلا مدير، عدة أشهر، لكنه لم يجد هذه الشركة، حين ذهب لها ذات صباح كئيب، كانت خاوية على عروشها، سأل حارس المبنى المجاور، قال له: لا أعرف، ومن الصحف عرف أن المهندس المسئول نهب كل شيء وهرب، وأن المدير ( المستجم ) حين عرف بالقصة أصيب بجلطة، في مكان (استجمامه)، فصارت رحلة علاج أيضاً، أما عظيم الزمان فقد عمل سائقاً، في البيت المقابل لمبنى الشركة سابقاً·


