رواية «كائن مؤجل» الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، يعرض الأديب السعودي فهد العتيق في روايته الأولى تجربة إنسانية لبطله خالد، تعيش ذاكرة مشتعلة تتأمل ذكريات طفولته وصباه في عالم قروي يعيش في حارة من بيوت الطين، فيعرف فيها معاني الحب في سن ص
أنت هنا
قراءة كتاب كائن مؤجل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
صمت الأشياء
في الصباح أكل جبنة مثلثة مع قطعة خبز، وشرب كأس الشاهي واقفاً، ثم خرج، كان يفكر في أشياء كثيرة، وخلفه تتساقط أشياء كثيرة، يفكر في أسئلة الطبيب في الزيارة الأولى، وماذا سوف يسأله بعد قليل· في الطريق كان أقل انتباهاً وأقل تركيزاً، لا يرى سوى هذا الثعبان الأسود الممتد أمامه، حتى وصل مقر العمل، وقع الحضور متأخراً، ثم انطلق نحو العيادة، لكن حديث صديقه الأسبـوع المـاضي لا زال يرّن في أذنه·
قال له: هذا الطبيب النفسي سيء السمعة··
- كيف ؟
- تحرش ببعض مريضاته وحصلت مشاكل··
- يمكن هذا الطبيب بحاجة إلى طبيب·
يتذكر أسئلة الطبيب السابق·
لماذا تشرب، هل تمارس العادة السريـة، هـل تحب الله، هـل تحـب والديـك، هل تحب الناس، هل تحب الحياة، ما علاقتك بالنساء، هل تحب وطنك، كم ساعة تنام في اليوم، هل تدخن، هل تداوم على الصلاة·
يذكر سأل الطبيب: وما دخل الصلاة·
قال الطبيب: أنت أجب فقط، أقول لك من أنت ( يضحك )·
في غرفة الانتظار صحف كثيرة قديمة، تناول واحدة، قرأ عناوين متكررة دائماً عن أمريكا وإسرائيل والقمة العربية، وعن مظاهرات القاهرة ضد إسرائيل وأمريكا، رمى بالجريدة، ودخل على الطبيب بعد أن سمع أسمه، وهو يفكر إننا في هذا الوطن نعيش في صندوق مغلق بعيداً عن العالم، كأنه يرى هذا الصندوق يعوم في بحر كبير تتلاطمه الأمواج، بلا بوصلة تهديه·
كان الطبيب يسأله بسرعة، كأنه يحفظ هذا الكلام بالحرف الواحد، وفي أغلب الأحيان هو نفسه من يجيب على أسئلته، وحين ينطق هو بكلمة، يتدخل الطبيب، يلتقط هذه الكلمة، يعلق عليها بثرثرة طويلة·


