أنت هنا

قراءة كتاب كائن مؤجل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كائن مؤجل

كائن مؤجل

رواية «كائن مؤجل» الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، يعرض الأديب السعودي فهد العتيق في روايته الأولى تجربة إنسانية لبطله خالد، تعيش ذاكرة مشتعلة تتأمل ذكريات طفولته وصباه في عالم قروي يعيش في حارة من بيوت الطين، فيعرف فيها معاني الحب في سن ص

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
قال: أريدك في مشوار·
 
سأل: الآن·· ؟
 
قال: بعد العصر·
 
دخل البيت الذي حلمت به العائلة ثلاثون عاماً، وهاهو يتحقق أمامهم الآن، لكن بلا روح· يدخل الحمام، يضع رأسه تحت حنفية الماء، ربما تخف وطأة هذا القيظ العظيم، كان يسأل نفسه عن هذا الملل الذي غرقت فيه العائلة جميعها، منذ وطأت أقدامهم، هذا الحي الجديد، وهذا البيت الخرساني الثقيل، قبل عدة أشهر، منذ تركوا بيت الطين الذي مازالت رائحته عالقة في جسده·
 
كان يظن أن حياتهم سوف تنطلق إلى فضاءات جديدة، لكن لا سبب واضح لهذا الإحساس الحاد بالملل والغربة والفراغ، هل يعود لتشتت الأهل والأقرباء في عدة أحياء متباعدة، بعد أن كان الجميع في أحياء صغيرة متجاورة، أو يعود لتشتتهم داخل هذا البيت الواسع الموحش، وانفراد كل واحد بغرفته وحياته الخاصة، لا يعرف، أغلق حنفية الماء، وضع فوطة على رأسه، وهو يسمع صدى موسيقى خفيفة، تأتي من إحدى الغرف، ربما غرفة أخته، خرج من الحمام، دخل غرفته، قال لن أنزل للغداء ولن أخلع ملابسي، اتجه رأساً إلى السرير، رمى جسده، وفتح جهاز التسجيل، كما لم يكن معتاداً، وآثر هذا اليوم أن ينام على ظهره، ويا الله، راحة تكشف عنها هذه الطريقة في النوم ؟!، كان يحدق في سقف الغرفة كأنه يراه لأول مرة، وعندما نظر إلى أرضية الغرفة شمله دوار عظيم، حتى أن سلطان النوم، دهمه فجأة، على غير عادة، فهل كان بحاجة إلى مثل هذا التغيير كي ينام بسرعة ؟!· أفاق أول العصر، بعد ساعة من نوم قلق، رأى فيها، أن هذا البيت الجديد مليء بالمياه حتى الأسقف، وهم يعومون داخله، كما لو أنهم أسماك حزينة·
 
نــزل الـدرج في أربـع وثبات سريعة، حتى دخل في ظلمة الدور الأرضي، ثم خرج إلى الشارع مروراً بأمه النائمة في الصالة، بينما يصدح من ( الرادو ) الصغير بجانبها صوت المقريء، وهو يرتل سورة يوسف من إذاعة القرآن، ومروراً بالحديقة الصغيرة المؤدية للشارع· وجد والده ينتظره بعد أن أدى صلاة العصر، ركب معه في سيارتــه·
 
سأل الابن: إلى أين·

الصفحات