رواية «كائن مؤجل» الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، يعرض الأديب السعودي فهد العتيق في روايته الأولى تجربة إنسانية لبطله خالد، تعيش ذاكرة مشتعلة تتأمل ذكريات طفولته وصباه في عالم قروي يعيش في حارة من بيوت الطين، فيعرف فيها معاني الحب في سن ص
أنت هنا
قراءة كتاب كائن مؤجل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
بعد انتقالهم إلى الفيلا الجديدة، انقطعت عادات الغداء بين الأقارب كل خميس، وظلت علاقته بوالده مثل درجة حرارة مدينة الرياض، غير مستقرة على الإطلاق، أحياناً تكون في ذروة مجدها، بسبب تنازل من الطرفين، وأحياناً تسقط إلى أسفل سافلين، بينما أخذت والدته المسالمة موقفاً محايداً من كل ما يحدث، لكن علاقته بأخته عفاف ظلت علاقة حب صافية وحميمة ورفيعة من الطرفين، فهو خادمها المطيع، رغم أنه أكبر منها، لهذا ظلت تراه أفضل الشباب مهما فعل، ويراها أفضل البنات·
الأيام متشابهة بلا جديد، والحقيقة تظل هاربة دائماً·
خوف مدمر من كل شيء··
خوف يتناسل عدم ثقة في كل شيء··
وجهه يحّمر حين يقابلهم· بتعليقاتهم الفضولية··
عيونهم صارمة··
يضحكون·· بلا عفوية، ضحك مقصود، للإساءة·
وهو يأكل في روحه، وحين ينام يختنق بريقه·
أو ينام مملوءاً بالهواجس والوساوس والأصوات المتداخلة، التي تملأ رأسه الضاج، فتحيل نومه إلى شيء مقلق يكرهه:
هل هذا هو المستقبل الحلم الذي كنت أنتظره··؟ ثم يغير وضع رأسه على الوسادة الساخنة: أريد أن أظل هكذا لكي أنزل إلى متكأها الحالم، وأكتب عن أحلامنا معاً، وجنوننا معاً، وموتنا معاً موتاً جماعياً·
يفكر الآن في جسده، وفي روحه التي كادت أن تخرج من جسده ذات ليلة، قبل أن يشرب كأس الماء:
أين كانت روحي قبل جسدي؟·· هناك في السماء·
هل يمنع كأس الماء روحي من الخروج··
ثم دخل في هلوس، ما يشعره وما يعيشه، بين واقعه وما يتوهم دائماً آنه واقعة، في أحلام اليقظة، وفي أحلام النوم القلقة· ودائماً مشكلة الروح والجسد، علامة هذا الضجر، الذي يحاول أن يقرأه في عيون الناس، فيرتاح قليلاً·