أنت هنا

قراءة كتاب دوائر الجمر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دوائر الجمر

دوائر الجمر

رواية "دوائر الجمر" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2005، للكاتب مؤيد العتيلي، نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
قلت لصاحب الدكان - هذا هو الأستاذ نديم، ورحت أسرد عليه قصة الرجل منذ دخل صفنا قبل سنتين من الاحتلال، رحت أسرد عليه كيف كان يأتي إلى عتيل مشياً على قدميه·· يقطع الجبال الوعرة حتى يصل إلى الشارع الرئيسي الذي يمر من عتيل إلى القرى الشمالية، كان الرجل يحب المشي·· لأنه كما كان يقول يثير طاقة العقل، وكانت طاقة عقله في أوجها، كان الأستاذ نديم الصديق الأقرب للأستاذ شافع، أستاذ الرياضة·· وأستاذ الرياضيات·· كانا معاً يشكلان ثنائياً جميلاً، كانا ثنائياً مثيراً لطاقة العقل·· وطاقة البدن، أبدعا·· وأبدعنا معهما··، كان صاحب الدكان ينظر إليّ مندهشاً، وحين كنت أتوقف لأتيح له فرصة القيام بعمله، كنت أراه يسرع في ذلك·· وأحياناً يعتذر للزبون، وأحياناً أخرى يهمله·· ويظلّ ينظر إليّ يحثني على الاستمرار في السرد·
 
سردت قصته لأهل الحي، وكلما كنت أسردها·· كان تعلقي بالرجل يزداد، كان أبي قد استشهد قبل شهر واحد من لقائي بالأستاذ نديم، وحين سردت قصته على أمي في اليوم الأول، بكت·· بكت أمي بحرقة، وفوجئت بها في اليوم التالي تطلب مني مرافقتها إلى الدكان لتراه، ورأته·· وكان الأستاذ نديم ما يزال مكانه على الرصيف·· منذ جلس يوم أمس، كانت أمي تحمل بيدها ورقة نقدية، قدمتها له·· فدار برأسه يساراً، ابتعدت أمي·· فيما رحت أنظر إلى وجهه، كنت أهمّ بحثّه على قبول الورقة النقدية·· لكني حين رأيت دوائر الجمر تتسع في عينيه·· أصابني الخرس·

الصفحات