أنت هنا

قراءة كتاب أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين

أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين

كتاب "أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين"؛ هو مجلد واحد يضم التاريخ الأدبي لهذا البلد بآلمه التي لا تحدّ، وآماله التي لا نهاية لها تقريباً . إنه لعمل مؤثر.. الترتيب الزمني هنا يكشف الكثير عن تاريخ هذا النوع الأدبي..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
كانت أصغر مني سنًا، ليس بصغر نتالي ذات الكتفين الجميلتين العاريتين وحلقتي الأذن الطويلتين و صديقة بوشكين الأسمر، و لكنها تعطي هامشاً كافياً لذلك النوع من الرومانطيقية المستعادة التي تجد لذتها في تقليد مصيري عبقري فذ حتى لا يعود المرء بعدها يستطيع تقليد شعره· كانت تحب شعري ولو أنها بقيت كشبح بالنسبة لي· أعتقد أن حبها لشعري كان بسبب ذلك الغموض الذي فيه، كأن تحفر حفرة في قناعك و ترى وجهاً غريباً غير مرغوب فيه·
 
وكما تعلم، كنت أخطط منذ مدة لهذه السفرة المحظوظة، لقد وصفت لي عمَّا لها كان يعيش هنا، تعلم ركوب الخيل في الكلية الجنوبية وانتهى به الأمر إلى الزواج من امرأة أمريكية ثرية أنجب منها ابنة ولدت صماء أخبرتني أنها فقدت عنوانه منذ مدة طويلة و لكنها عثرت عليه بأعجوبة قبل بضعة أيام، كتبنا له رسالة مؤثرة ولكننا لم نتلق أي رد· الأمر لا يهم لأني تسلمت للتو شهادة خطية من أجل قراءة القسم من البروفيسور لومنشكو في شيكاغو· ولكن الغزو الألماني بدء قبل أن ننهي تحضير الأوراق الضرورية· لقد توقعت أننا لو بقينا في باريس فربما يقوم أحد مواطنيّ الأعزاء بالإشارة إلى المقاطع الحزبية المتعددة في إحدى كتاباتي التي كنت أناقش فيها أن ألمانيا مع سجلها الأسود كان لا بد لها أن تبقى و إلى الأبد مسخرة العالم·
 
بعد ذلك بدأنا شهر عسلنا المشؤوم محطمين و مهزوزين إثر هذه الهجرة الاضطرارية الغامضة المصير، نلاحق قطارات بدون مواعيد، ونذهب إلى اتجاهات مجهولة داخل مدن مبتذلة· ندمن على الإرهاق الجسدي، قمنا بالهرب وكنا كلما ابتعدنا أكثر يتبين لنا بوضوح أن ما كان يدفعنا للهرب لم يكن حمقاً بل كان الحمق رمزه فقط، كان شيئاً رهيباً لا يمكن إدراكه بالحس·كان كتلة من الرعب القديم الذي لا زمن له و لا وجه عاد ليسكننا منذ القدم إلى هنا وإلى هذا الفراغ الأخضر في الحديقة المركزية·
 
أما هي فقد تحملت الأمر بجذل و غبطة إلا أنها بدأت تتنهد بطريقة تثير الشفقة كانت تقول الكلب، .....الكلب·· لقد تركناه وراءنا ولا أستطيع أن أنسى منظر هذا الكلب المسكين صعقت من صدق حزنها إلا أننا لم نكن نملك كلباً على الإطلاق قالت أنا اعرف ذلك و لكني أحاول أن أتخيل أننا اشترينا كلباً مثل هذا، تخيله الآن و هو يحوم حول أبواب مغلقة لم نكن حتى قد تحدثنا في السابق عن شراء كلب·
 
لا أود أن أنسى أيضاً ذكر مشهد عائلة من اللاجئين (امرأتان و طفل) كانوا يعبرون الشارع بعدما مات والدهم أو ربما جدهم على الطريق· كانت الغيوم السوداء و الملونة تزرع السماء بشكل فوضوي وأشعة الشمس تبرز بقبح خلف التلة المغطاة بالأشجار كان الرجل الميت ممدداً على ظهره في ظل شجرة مغبرة جرداء· حاولت النسوة أن تحفر له قبرا ًعلى جانب الطريق بأيديهن وبعصاة كنّ يحملنها ولكن التربة كانت قاسية، عندما يئسن من الأمر، جلسن جنباً إلى جنب بين شجر الخشخاش الذابل بعيدين عن الجثة قليلاً و لكن الصبي استمر بالحفر إلى أن اصطدم بحجر مبسط و عندها نسي الهدف من حفرياته و جثم على ركبتيه حتى برزت عظام رقبته و هو يرقب في أسفل الحجر فريقاً من النمل، الآلاف منها تدب وتتوزع هاربة إلى أماكن آمنة· أماكن مثل نمارد واود ودروم وفار وباس-بيرينيه· وحيث توقفنا نحن أيضاً في بو·

الصفحات