أنت هنا

قراءة كتاب أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين

أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين

كتاب "أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين"؛ هو مجلد واحد يضم التاريخ الأدبي لهذا البلد بآلمه التي لا تحدّ، وآماله التي لا نهاية لها تقريباً . إنه لعمل مؤثر.. الترتيب الزمني هنا يكشف الكثير عن تاريخ هذا النوع الأدبي..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
إني أعترف أنني وفي إحدى الأمسيات، وبعد انتهاء يوم بغيض، غصت في مقعد حجري أبكي وألعن هذا العالم المخادع الذي يتقاذف فيه المسؤولون والشرطة ملايين البشر بين أيديهم القذرة المجرمة· لاحظت أنها تبكي معي فأخبرتها أن الأمر كان يمكن أن يكون أهون بكثير لو لم تفعل الذي فعلته، أجابتني بعنف جعلني أعتقد للوهلة أنها جدية: سوف تظنني مجنونة ولكنني أقسم أنني لم افعلها وربما أني أعيش أكثر من حياة في حياة واحدة، ربما أردت أن أمتحنك فقط أو ربما يكون هذا المقعد حلماً أو إننا موجودون في ساراتوف أو فوق إحـدى النجــوم !!
 
قد يصبح مملاً لو إنني أسهبت في شرح المراحل المختلفة التي اضطررت للمرور بها قبل أن أتقبل أخيراً التفسير الأول لتأخرها لم أتكلم معها وأصبح الأمر بيننا شبه اتفاق حل وسط كانت تومض أحياناً وتذوي أحياناً أخرى ثم تبرز بفكرة سخيفة تظن أنني أقدرها مثل حبات كرز أو ثلاث سجائر ثمينة أو ما شابهها·كانت تعاملني بعذوبة صامتة كما تعامل الممرضة الحنونة مريضها العنيد المتماثل للشفاء· انقطعت عن زيارة معظم أصدقائنا المشتركين لأنهم ملوا من الحديث عن جوازات السفر وأدارو ظهرهم لنا بطريقة غير ودية، كتبت بعض الأشعار واحتسيت كل ما وقعت عليه يداي من النبيذ، ضممتها في إحدى الأيام إلى صدري المتأوه و ذهبنا لقضاء أسبوع على الشاطئ الضيق في كابول· قد تجد غرابة لو قلت لك أنني صرت كلما ازدادت علاقتنا سعادة شعرت بحزن خفي ينتابني ولكنني بقيت أعزي نفسي أن هذا الأمر هو تعبير غريزي عن السعادة الحقيقية·
 
في نفس الوقت، وقع شيء قلب نمط مصيرنا و خرجت أخيراً من أحد هذه المكاتب الحارة المظلمة بتأشيرتي خروج حملتهما ويداي ترتجفان· كانت تعبق منها رائحة أمريكا· هرعت إلى مرسيليا وقطعت تذكرتي سفر على الباخرة التالية وعندما عدت إلى المنزل صعدت الدرج لأجد أمامي وردة موضوعة في الآنية التي على الطاولة، وردة جميلة، ما تزال فقاعات الهواء ملتصقة بساقها ** بحثت في المنزل فلم أعثر على الثوبين الاحتياطيين اللذين كانت تحبهما، حتى مشطها ومعطفها اختفيا ** وقبعتها الليلكيه أيضاً· لم تكن هناك أية ملاحظة على المخدة ولا حتى أي أثر في الغرفة يرشدني إلى أين ذهبت فقط تلك الوردة التي يسميها الشعراء الفرنسيون علاقة
 
ذهبت لزيارة عائلة فيرتيننكوف علهم يخبروني شيئاً وعائلة هيلمانز الذي رفضوا أن يدلوا بأي شيء وعائلة الاغواني الذين لم يكونوا واثقين هل يخبروني أم لا وأخيراً جاءت تلك المرأة العجوز*** هل تذكر آنا فلاديميروفنا التي تظهر لك في أحرج الأوقات 00 هي مثلها 000 اصطحبتني إلى الحديقة بعد أن حملت عصاها وانتزعت جسمها الثقيل من كرسيها الضخم وهناك أبلغتني أنها وبصفتها أكبر مني سناً تستطيع أن تقول لي أنني وغد غبي !
 
وما عليك يا عزيزي ف إلا أن تتخيل المشهد، تلك الحديقة المغطاة بالحصى الصغيرة والتي تنتشر فيها الجرار العربية الزرقاء وشجرة السرو اليتيمة وتلك الشرفة المتصدعة حيث كان والد العجوز يستلقي مرخياً لحافه على ركبتيه عندما تقاعد من حاكمية نوفكورود ليقضي عدة أمسيات في نيس، السماء الخضراء الباهتة، رائحة الفانيلا التي تفح وسط هذا الظلام الدامس قرقعة الصراصير التي تغني بأنماط شعرية راقية وأخيراً آنافلاديميروفنا بخديها المتدليين وهي تمطرني بعبارات التوبيخ تماماً كما توبخ أم ابنها·
 
في الأسابيع التي تلت يا عزيزي ف كانت زوجتي كلما قامت بزيارة لتلك العائلات الثلاثة أو الأربعة التي نعرفها، تملأ آذانهم المتفتحة بقصص عجيبة غريبة أذكر منها أنها عاشت حبا ًعاصفاً مع شاب فرنسي أسكنها في منزل ذي أبراج وقدم لها اسماً لامعاً وأنها توسلت إلي كي أطلقها ولكني رفضت وأعلنت لها أنني أفضل أن أقتلها وأقتل نفسي على أن أرحل إلى نيويورك بدونها وأنها قالت لي حينذاك أن والدها قد تصرف بشهامة في موقف مماثل وأنني أجبتها أنني لا أعير أي اهتمام لوالدها هذا·

الصفحات