أنت هنا

قراءة كتاب أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين

أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين

كتاب "أفضل القصص القصيرة الأمريكية في القرن العشرين"؛ هو مجلد واحد يضم التاريخ الأدبي لهذا البلد بآلمه التي لا تحدّ، وآماله التي لا نهاية لها تقريباً . إنه لعمل مؤثر.. الترتيب الزمني هنا يكشف الكثير عن تاريخ هذا النوع الأدبي..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
كانت الحياة في أسبانيا صعبة للغاية، قررنا الانتقال إلى نيس بالقطار في الطريق توقف القطار بنا في مكان يدعى فيوجيري لمدة عشرة دقائق· نزلت لأشتري بعض الطعام وعندما عدت بعد دقيقتين كان القطار قد غادر، و عندما أبديت احتجاجي لدى المسؤول العجوز في المحطة رد علي بجلافة أنني على كل حال ما كان من المفروض أن أخرج من القطار·
 
في عالم أفضل من هذا، ربما كنت استطعت الاتصال بزوجتي و تحديد مكانها فقد ظلت النقود والتذاكر في جيبي، وجربت كابوس الاتصال الهاتفي فلم أفلح لذلك قمت بإرسال ثلاث برقيات ثم ركبت القطار المحلي ليلاً إلى مونبيليير لعلمي أن القطار الذي يقل زوجتي لن يصل إلى أبعد منها·
 
لم أجدها هناك ولم يبق أمامي سوى خيارين أحدهما أن أواصل الطريق إلى مرسيليا التي تجاوزني قطارها منذ لحظات و الآخر أن أعود إلى فوجيريس، ولا أذكر الآن ما هو المنطق الذي جعلني اتبع الخيار الأول·
 
فيما عدا إرسال بعض المعلومات الخاطئة لم تساعدني الشرطة في شيء؛ بل على العكس نهرني أحدهم بسبب كثرة إزعاجي ، وتنطح آخر يشكك في شهادة زواجي لأنها كانت مختومة على الجانب الخطأ، أما الثالث وهو بدين ذو عيون بنية فقد استغل الوضع لإبلاغي أنه يكتب الشعر في أوقات فراغه· سألت بعض معارفي من الروس المقيمين في نيس و سمعت من بعضهم ممن صدف وكانوا من اليهود قصصاً عن أقارب أُحرِقوا في القطارات فوجدت أن إخبارهم عن محنتي أصبح أمراً غير واقعي أمام مثل هذه الأحداث الجسام، لذلك جلست على شاطئ البحر في ذلك المقهى المزدحم اسمع حولي قصصاً وأحاديث عن المآسي والمذابح التي تدور حولنا وعن الجنة الرمادية خلف المحيط وعن نزوات الحكام الظالمين·
 
بعد أسبوع من وصولي ناداني رجل كسول رث الثياب و اصطحبني معه إلى شارع تنبعث منه روائح كريهة ثم أدخلني إلى منزل مطلي باللون الأسود كتب على بابه كلمة بالكاد تقرؤها، لكثرة ما علق بها من القذارة· فهمت منها أنها فندق وهناك أبلغني أنه عثر على زوجتي ومن ثم أحضرت لي فتاة غريبة تماماً عني ولكن السيد هولمز أصر عليها لبعض الوقت لكي تعترف أنها زوجتي بينما وقف قوادها ذو العضلات المفتولة صامتاً بجانبي· كان يصغي فقط عاقداً ذراعيه المكشوفتين على صدره البارز·
 
وأخيرا ًبعد أن نجحت في التخلص من هؤلاء الناس عدت أدراجي إلى الحي الذي كنت فيه· شاهدت طابوراً من الناس يقفون أمام مدخل محل لبيع الأطعمة وهناك في أخر الطابور عثرت على زوجتي كانت تحاول أن تقف على أطراف أصابعها لكي ترى ما الذي يباع في ذلك المحل وأظن أن أول كلمة قالتها لي كانت أتمنى أن يكون بين ما يبيعونه بعض ألبرتقال· كانت قصتها مهزوزة ولكنها سخيفه تماماً قالت أنها عادت إلى فويجيري وذهبت مباشرة إلى الشرطة بدلاً من السؤال عني في المحطة حيث كنت قد تركت لها رسالة، من ثم دعاها بعض اللاجئين للذهاب معهم وهناك قضت الليل في مكان لبيع الدراجات لا توجد فيه دراجات· كان هناك ثلاث نساء عجائز ينمن على الأرضية في صف واحد مثل ألواح خشب وفي اليوم التالي أدركت أنها لا تملك نقوداً كافية للسفر إلى نيس لذلك استدانت بعض النقود من إحدى هذه الألواح إلا أنها ركبت القطار الخطأ الذي أوصلها إلى بلدة لا تتذكر اسمها· وصلت إلى نيس منذ يومين وعثرت على بعض الأصدقاء في الكنيسة الروسية الذين أخبروها بدورهم أنني موجود في الجوار أبحث عنها وأنني لابد أن أظهر قريباً·

الصفحات