أنت هنا

قراءة كتاب بديع الزمان سعيد النورسي ملامح صورة وسيرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بديع الزمان سعيد النورسي ملامح صورة وسيرة

بديع الزمان سعيد النورسي ملامح صورة وسيرة

لقد عاش بديع الزمان سعيد النورسي ، بعد أن وقف في وجه المادية الطاغية ،حياة قاسية بالمقياس المادي، فلم يتبوأ موقعاً رسمياً في الدولة، وكان ذلك متاحاً له، ولم يعش في أمن في بلده، بل كان يُنفى من مكان إلى آخر، ولم يقض في مكان أكثر من عقد من السنوات بل دون ذلك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
النورسي والأمل في المستقبل
 
الداعية الناجح هو الذي يضيء الشمعة في عتمة الظلمات. وهو الذي يرى نور الإيمان ينبثق من قلوب من وقفوا معادين معاندين، أو من قلوب ذرياتهم، وذلك ما كان من رسولنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام حين جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق الأخشبين ((الجبلين)) على أهل مكة فكان من جوابه أنه يرجو أن يخرج الله تعالى من أصلابهم من يؤمن بالله تعالى.
 
هذه الرؤية النبوية الثاقبة ينبغي أن تكون منظار الدعاة حين تشتد من حولهم الهجمات على دين الله، فهم جنود رسالة ربانية، وحملة نور إلهي، يسعون إلى أن يملأ العقول والقلوب، وأن تنبثق أشعته في دروب الحياة.
 
وهذا ما نجده لدى بديع الزمان سعيد النورسي الذي لقي في حياته الأهوال من المحاكمات الظالمة، والسجن والنفي والحصار، ومع ذلك كله لم تنطفئ شعلة الأمل في قلبه، لأن الأمل قرين الإيمان.
 
ها هو يعود من إستانبول عام 1910 إلى بلده أو إلى شرقي الأناضول، فيقطع رحلة طويلة نحوها، ويمر شمالاً بمدينة تفليس في أرمينيا، وكان فيها في ذلك الوقت جنود روس ودار حوار بينه وبين أحد الجنود وقد رآه على تل اسمه تل الشيخ صنعان، وهو ينظر إلى الآفاق ويتأمل.
 
- فقال له الجندي الروسي، بم تُنعم النظر ؟
 
- قال: أخطط لمدرستي!
 
- قال: من أين أنت ؟
 
- قال: من بتليس ((وهي المدينة التي تتبعها قريته نورس)) .
 
- قال: ماذا تعني ؟
 
- فأجاب بديع الزمان النورسي جواب من ينظر بنور الحق إلى الغيب الآتي، وسلاحه الأمل، والثقة في مستقبل الإسلام والمسلمين.

الصفحات