أنت هنا

قراءة كتاب بديع الزمان سعيد النورسي ملامح صورة وسيرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بديع الزمان سعيد النورسي ملامح صورة وسيرة

بديع الزمان سعيد النورسي ملامح صورة وسيرة

لقد عاش بديع الزمان سعيد النورسي ، بعد أن وقف في وجه المادية الطاغية ،حياة قاسية بالمقياس المادي، فلم يتبوأ موقعاً رسمياً في الدولة، وكان ذلك متاحاً له، ولم يعش في أمن في بلده، بل كان يُنفى من مكان إلى آخر، ولم يقض في مكان أكثر من عقد من السنوات بل دون ذلك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
- قال: لقد بدأ ظهور ثلاثة أنوار متتابعة في آسيا، في العالم الإسلامي، وستظهر عندكم ثلاث ظلمات بعضها فوق بعض، سيمزق هذا الستار المستبد ويتقلص، وعندها آتي إلى هنا أنشئ مدرستي!!.
 
- كان كلام بديع الزمان النورسي مثار سخرية الجندي الروسي.
 
- فقال: هيهات! إنني أحار من فرط أملك.
 
- فأجابه الأستاذ النورسي جواب الواثق: وأنا أحار من عقلك، أيمكن أن تتوقع دوام هذا الشتاء ؟ إن لكل شتاء ربيعاً، ولكل ليل نهاراً.
 
كان المسلمون في هذا الوقت في حال ضياع وتمزق، ولذلك قال الجندي الروسي: لقد تفرق المسلمون شذر مذر!! فأجابه الأستاذ النورسي وهو يستحضر واقع المسلمين، ويخترق الواقع بنور الإيمان والأمل:
 
ذهبوا لكسب العلم. فها هو الهندي الذي هو ابن الإسلام الذكي يتلقى الدرس في المدرسة الإدارية السياسية للإنجليز.
 
وها هو القفقاسي والتركستاني اللذان هما ابنا الإسلام الشجاعان يتدربان في المدرسة الحربية للروس.
 
فيا هذا، إن هؤلاء الأبناء البررة النبلاء، بعدما ينالون شهاداتهم سيتولى كل منهم قارة من القارات، ويرفعون لواء أبيهم العادل، الإسلام العظيم، خفاقاً ليرفرف في آفاق الكمالات، معلنين سر الحكمة الأزلية المقدرة في بني البشر رغم كل شيء.
 
هكذا كانت نظرة الأستاذ النورسي في أشد لحظات الضعف والقسوة في مطلع القرن العشرين، والدولة العثمانية تتداعى، تنخرها الخلافات الداخلية، والثورات القومية، والكيد الاستعماري لقتل الرجل المريض.
 
والذي ينظر في واقع المسلمين بعد قرن من هذا الكلام يجد عمق نظرة الرجل، ومع استمرار الكيد لهذه الأمة في عصرنا فإن فيها من عناصر القوة ما يجعلنا نستمد منه النظرة المتفائلة في تحقق ما توقعه بإذن الله.
 
واستمع إلى هذه الكلمات الرائعة له وهو يخاطب المسلمين القادمين من رحم الغيب :
 
"ارفعوا هاماتكم وقولوا: لقد صدقت، وليكن هذا التصديق ديناً في أعناقكم.
 
إن معاصري هؤلاء وإن كانوا لا يعيرون سمعاً لأقوالي، لندعهم وشأنهم، إنني أتكلم معكم عبر أمواج الأثير الممتدة من الوديان السحيقة للماضي المسمى بالتاريخ إلى ذرى مستقبلكم الرفيع.
 
ما حيلتي ؟ لقد استعجلت وشاءت الأقدار أن آتي إلى خضم الحياة في شتائها، أما أنتم فطوبى لكم ستأتون إليها في ربيع زاهر كالجنة، إن ما يزرع الآن ويستنبت من بذور النور ستتفتح أزاهير يانعة في أرضكم. نحن ننتظر منكم لقاء خدماتنا، إنكم إذا جئتم لتعبروا إلى سفوح الماضي عوجوا على قبورنا واغرسوا بعض هدايا ذلك الربيع على قمة القلعة".

الصفحات