لقد عاش بديع الزمان سعيد النورسي ، بعد أن وقف في وجه المادية الطاغية ،حياة قاسية بالمقياس المادي، فلم يتبوأ موقعاً رسمياً في الدولة، وكان ذلك متاحاً له، ولم يعش في أمن في بلده، بل كان يُنفى من مكان إلى آخر، ولم يقض في مكان أكثر من عقد من السنوات بل دون ذلك
أنت هنا
قراءة كتاب بديع الزمان سعيد النورسي ملامح صورة وسيرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
النورسي والرؤية الإيمانية
من أهم ما ينبغي أن يتحلى به الداعية أن يكون ذا نظرة واسعة وعميقة. واسعة سعة الكون، وعميقة عمق عالم الغيب، وأن يتسع قلبه لكل من آمن بالله ورسوله، وألا يقع فريسة للنظرة الضيقة التي تجعل المسلمين من أهل القبلة شيعا وأحزابا.
وقد أعجبتني كلمات وأنا اقرأ سيرة بديع الزمان سعيد النورسي أتمنى أن يضعها الدعاة إلى الله نصب أعينهم، وأن يجعلوها مرآة بل منظارا لنظرتهم.
تأسست عام 1909م جمعية في إستانبول تحت عنوان «جمعية الاتحاد المحمدي»، وها هو بديع الزمان يحدثنا عن هواجسه تجاهها: قال:
«طرق سمعي أن جمعية باسم الاتحاد المحمدي قد تأسست فتوجست خيفة شديدة من صدور حركات خاطئة من بعضهم تحت هذا الاسم المبارك».
وينتقد الأستاذ بديع الزمان بعض أهل زمانه الذين حولوا هذا الاسم إلى «شيء بسيط ويسير إذ حصروه في العبادة واتباع سنن مطهرة، فقطعوا علاقتهم بتلك الجمعية السياسية، فلا يتدخلون بعد في السياسة، فخشيت مرة أخرى حيث قلت: إن هذا الاسم هو حق المسلمين كافة،فلا يقبل تخصصا ولا تحديدا».
وقرر الأستاذ النورسي أن ينتسب إلى جمعية الاتحاد المحمدي، لكنه يعطينا لهذه الجمعية مفهوما رائعا أتمنى أن تتبناه الحركات الإسلامية.
قال رحمه الله:
"ولكن الاتحاد المحمدي الذي أعرفه وانضممت إليه هو الدائرة المرتبطة بسلسلة نورانية ممتدة من الشرق إلى الغرب، ومن الجنوب إلى الشمال.
فالذين ينضوون تحت رايته يتجاوز عددهم عن الثلاثمائة مليون في هذا العصر «وهو عدد المسلمين حين كتب كلامه».
- وإن جهة الوحدة والارتباط في هذا الاتحاد هو توحيد الله.
- قسمه وعهده هو الإيمان.
- والمنتسبون إليه جميع المؤمنين منذ الخليقة.