رواية "الطريق إلى غوانتنامو" تتلمس طريق الحرب الوعرة، وتسعى إلى التعبير عن مصائر شخصياتها التي انسحقت في أتون حرب عاصفة، وهي بشكل من الأشكال، صرخة في وجه الواقع العربي، بمزيج من التوثيق والخيال.
أنت هنا
قراءة كتاب الطريق إلى غوانتنامو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
-1-
أنا بخير وصحتي جيدة…، وأخباري عادية جداً.
من هذا المكان الذي لا يشبه مكاناً إلا سواه أكتب لكم وكلي شوق إلى حريةٍ بصورةٍ أخرى، تأتيني كيفما شاءت وبأي طريقة أحبّت.
أمي الحبيبة؛ هل أنت بخير؟ هل ما زالت سبحتك الصغيرة لا تفارق يدك؟ وما زال لسانك يلهج بدعاء لا ينتهي لأجلي؟
والدي العزيز؛ أتمنى أن تكون فخورا بابنك، فها هو الشبل قد كبر، وها هو المجد عمامة فوق رأسي أما زلت ترخي ذقنك الصغيرة كما عهدتك قبل فراقنا الأخير؟
إخوتي؛ يا من حملوا معي ذات الاسم، هل كبرتم؟ هل أدركتم كم نحن مهزومون ومعطوبون؟
أهلي وذويَّ الأعزاء: لا تقلقوا عليّ أبدا، سأظل كما عهدتموني باقيا ثابتا كالنسر فوق القمة الشماء رغم الداء والأعداء.
الحرية آتية لا مناص وأنا عائد إليكم لا مفر، حتى ذلك الحين تقبلوا تحياتي راجيا منكم الدعاء المستمر لنا، ابنكم المحبّ.
أنا بخير وبصحة جيدة ولا جديد حتى هذه اللحظة التي أكتب إليكم رسالتي فيها، آملُ أن تكونوا جميعكم بخير، وبأتم الصحة والعافية وعلى قيد الحياة.
لقد سمعت مؤخرا من بعض الجنود هنا أنَّ وسائل الإعلام تصفنا بالإرهابيين والضلاليين، أريدكم أن تعرفوا وتتأكدوا أننا لسنا كذلك ولم ولن نكون كذلك قط.
سلامي لكم جميعا ولا تنسونا من صالح الدعاء.
ابنكم البارّ
أنا بخير ولا تقلقوا، ها قد مضى أكثر من ستة أشهر على وجودي هنا، حتى إنّي كدت أنسى اسمي فالكل لا يتعامل معي إلا كرقم في معادلة صعبة لا أفهمها بتاتا.
تأكدوا أنني بخير برغم كل التحقيقات التي نخضع لها وبرغم كل الأساليب التي يتبعونها معنا والتي عنها تسمعون، تأكدوا أننا ثابتون لأننا وأرضنا والحق أكثرية.