آل عصفور هم من بني عامر أصحاب بادية البحرين - كما أطلق عليهم بعض المؤرخين - وقد كانوا من أشد أنصار القرامطة، بل إحدى الركائز الأساسية في جيشهم الجرار، لذلك كانت لهم حروب دامية مع العيونيين في بداية حكمهم لأسباب سياسية واقتصادية، إلا أنهم -فيما بعد- تصاهروا
أنت هنا
قراءة كتاب آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما
الصفحة رقم: 1
المقدمة
آل عصفور، أسرة قام بذكرها كل من أرّخ لهذا الإقليم أو لجزء رئيسي منه، سواءً كان الأحساء أو القطيف أو جزيرة أوال (مملكة البحرين حالياً)، وكل ما عرفناه من تلك الكتابات عن هذه الأسرة هو أنها حكمت إقليم البحرين، الممتد في الماضي من نواحي البصرة شمالاً إلى عمان جنوباً، ومن الخليج شرقاً حتى الدهناء ونجد غرباً، بل كان حكمهم في بعض الأحيان يشمل عُمان واليمامة· وآل عصفور هم من بني عامر، أصحاب بادية البحرين آنذاك، أو عرب البحرين كما أطلق عليهم بعض المؤرخين، وقد كانوا من أشد أنصار القرامطة بل أحد الركائز الأساسية في جيشهم الجرار، لذلك كانت لهم حروب دامية مع العيونيين(1) في بداية حكمهم لأسباب سياسية واقتصادية، إلا انهم فيما بعد تصاهروا معهم، بل وأصبح منهم أخوالٌ لبعض الحكام العيونيين، مما جعلهم يلعبون دوراً هاماً في الخلافات الداخلية للدولة العيونية إلى أن دب فيها الضعف فسيطر الشيخ عصفور بن راشد على الأحساء بالتعاون مع أعيانها، بينما بقي العيونيون يسيطرون على القطيف وجزيرة أوال، ومن ثم أوال فقط، إلى أن سيطر أبو بكر السلغري على جزيرة قيس، ثم هاجم أوال فأسقط رسمياً حكم الدولة العيونية المترهلة وذلك بقتل آخر حكامها· وهكذا، ظلت أوال تحت سيطرة الساحل الإيراني بينما الأحساء والقطيف يحكمهما عصفور وبنوه· واستمر الوضع هكذا مدة خمس سنوات، إلى أن قرر السلغريون السيطرة على سواحل القطيف، فتم لهم ذلك بعد الخوض في معركة مقاومة بجزيرة تاروت قُـتل فيها أحد كبار شيوخ بني عامر· وهكذا، ظلت المناوشات بين الحكومة الجديدة وبين بني عامر، أصحاب النفوذ والقوة في البلاد، إلى أن تم تسليم السلطة مرة أخرى في كامل بلاد البحرين للشيخ عصفور، وذلك باتفاق يشمل بعض مداخيل البلاد وخيراتها، بالإضافة للتبعية الاسمية للسلغريين، علماً بأنه في تلك الفترة بالذات، كانت إيران تعاني من متاعب مالية وعسكرية كبيرة، نتيجة تهديد المغول وهجماتهم المتكررة على أطرافها، بالإضافة لظهور زعامة جديدة في الخليج، ألا وهو محمود بن أحمد القلهاتي، الذي سيطر على مملكة هرمز بما في ذلك أجزاء من الساحل الإيراني مما جعله يتحكم بمدخل الخليج· فكان يُـخشى من تعاون محتمل بينه وبين آل عصفور· وهكذا، حكم آل عصفور إقليم البحرين لفترة امتدت لحوالي قرن ونصف، هي أحد الفترات الغامضة لتاريخ هذه البلاد·
وقد استخلص لنا الدكتور الحميدان الكثير من تلك المعلومات السابقة في بحث نادر وقيـّم له عن هذه الإمارة، فركز على آل عصفور ووثق فترة حكمهم، وما رافقها من ظروف وأحداث سياسية، مستثمراً كل ما وقع تحت يده من مصادر عربية وغير عربية حول هذا الموضوع، لذلك نرى أن بحثه كان خطوة هامة ونقطة مضيئة على طريق الظلام والغموض الذي يسلكه كل من أراد الخوض والبحث في تاريخ هذا الإقليم·
والحقيقة أننا، وفي بحثنا هذا، أردنا تسليط الضوء على زاوية أخرى، لعلنا ننجح في لعب الدور المكمل للكتابات السابقة، بل ولعلنا ننجح أيضاً في استفزاز غيرنا من الكتّاب والباحثين ليقوموا بأعمال وإضافات أخرى في هذا المجال، فما زلنا بحاجة شديدة لهذا النوع من البحوث·
وتركيزنا هنا سيكون حول نسب هذه الأسرة وامتدادها في عصرنا الحالي· فأما تركيزنا على النسب، فذلك لأن الأستاذ حمد الجاسر كان له رأي مخالف حول نسب هذه الأسرة، حيث رأى بأن آل عصفور هم من بني عبدالقيس، وتبعه على ذلك آخرون كما سيأتي، لذلك أردنا الخوض بشكل مفصّـل في هذه المسألة لتكون واضحة· وأما تسليطنا الضوء على امتداد هذه الأسرة في وقتنا الحاضر، فذلك لكي لا نكرر خطأ من سبقونا في عدم إيصالهم لنا سوى النـزر اليسير عن تاريخهم، فأقل ما يمكن تقديمه هو تدوين لبعض المعلومات المتوافرة في عصرنا الحالي، لنضعها مع الكتابات الأخرى بين أيدي الأجيال القادمة أو لمن يريد السير على الطريق نفسه من الباحثين في الحاضر أو المستقبل، خاصة وأننا من أبناء هذه المنطقة، وما سوف نذكره من عوائل منحدرة من آل عصفور ماهو إلا جزء من بحوثنا الميدانية المتركزة في هذا المجال، هذا برغم يقيننا أن ما رصدناه من عوائل العصر الحالي المنتمية لآل عصفور، ما هي إلا جزء بسيط من كثير من العوائل التي تغيرت أسماؤها وفقدت أنسابها مع مرور الزمن·