أنت هنا

قراءة كتاب ستون قصيدة ألمانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ستون قصيدة ألمانية

ستون قصيدة ألمانية

الكتاب غيض من فيض، كما يُقال، فعدد الشعراء هنا عشرة، والشواعر أربع، من مئات الشعراء في القرن التاسع عشر، والقصائد هي ستون من عشرات الألوف في ذلك الحين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
ليست ترجمة الشعر سهلة، فالعاطفة الكامنة التي يعبِّر بها الشاعر والتي تلامس إحساس القارئ فتهز مشاعره ويتفاعل معها لا تُترجَمُ بكلمات مقابلة للأصل من القاموس· فعلى المترجم أن ينقل هذه العاطفة أيضاً، أيْ روحَ القصيدة، وأن يكون متمكِّنـاً من اللغتين معنى ولفظاً· وهذا ليس بكافٍ، إذ أنَّ عليه أن يكون ملمّاً بالتقاليد والأعراف والظروف التي عاش فيها الشاعر المُترجَم له، وخصوصاً إذا كانت القصيدة ساخرة أو فلسفية تنتقد أموراً يراها الشاعر شراً ويراها العامة خيراً أو العكس، هذا بالإضافة إلى الميثولوجيا والحوادث التي حدثت في وطن ذلك الشاعر أو التي ذُكِرَت في شعره· ثم نقلَ النص بأمانة وإخلاص، وإنْ كان ما يعتقد المترجم ضدَّ ما يعتقد الشاعر، وإلاّ فعلى المترجم أن يبحث عما يوافق هواه· وللمحافظة على روح القصيدة على المترجِم أن يتقمَّصَ نفسيةَ الشاعر ويشعر بشعوره ويترجم كما لو أنّه هو من يكتب القصيدة ولا يترجمها، وإلاّ فستكون الترجمة باهتة وباردة· إنَّ صعوبة الاحتفاظ بالإيقاع الموسيقي للقصيدة، وخصوصاً إذا كانت بقافية، هي مشكلة أخرى· ففي هذه الحال على المترجم أنْ يختار الكلمات الجميلة والمناسِبة من المفردات الكثيرة لجعلها رائقةً ذاتَ لحن منساب جميل، مع الاحتفاظ بأمانة النصّ، ليعرف القارئ النصَّ الأصليّ والمعنى الحقيقي الذي أراده الشاعر، فتنال منه قبولاً حسناً·
 
في هذه المختارات من الشعر يجد القارئ اثنين وعشرين شاعراً من مختلف اللغات والبلدان والزمان وما يربو عن الستين قصيدة اختيرت لجمالها، وهذا لا يعني أن ليس ثمة ما هو أجمل منها· إنّها أوراد جميلة تختلف ألوانها وأشكالها جمعتها من أماكن مختلفة ولكنها تشترك في عطرها الفواح، وليس فيها وردة قانصة للروح كتلك التي تغري بتفتحها الحشرة، فما إن تقف عليها حتى تُطبق أكمامها عليها بسرعة وتلتهمها·

الصفحات