أنت هنا

قراءة كتاب اكتشاف زقورة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اكتشاف زقورة

اكتشاف زقورة

"اكتشاف زقورة"؛ في هذا العمل للروائي العراقي فاتح عبد السلام، يتعشق السردي بالشعري، ويرتقي النص عبر فيض الشحنة المخضّبة بصوت تاريخ العراق القديم.من بقايا الحروب يأتي بطل الرواية ليبدأ حياته من حيث انتهى جسداً متفسّخاً على سرير في غرفة منسيّة، عبر رحلة مضنية

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
قبل الرواية / بعد الرواية
 
هو حلم· علماء تفسير المنامات أجمعوا على إنها رؤيا وحذّروا: شتّان ما بين الحلم والرؤيا· ولكنّ الكومبيوتر حلّل خرائط دماغه في الليلة الأخيرة التي عاشها، واثبت أنه حقاً كان آخرَ رجل خاض حرباً على الأرض، وأنّ دماغه جوهرة لغزية كبرى في حياة المخلوقات الآدمية والجنيّة ، ليس لها مثيل· دماغ تلمّ أبعاد الزمن في موشور معتم ، يكبت ألوان طيفه ، ويحتقن بها·
 
غير أنّ الرجل كان أبسط من تصورات المحلّلين التي رمت بعيداً· إذْ عثر أطباء المشرحة في جيبه على إقرار خطّي يبريء فيه العالم من إراقة دمه ، ويرى أنّه كان يجب أنْ يموت في موعده الحقيقي وعلى سريره البالي، لأنّ ذلك إنتصار المحاربين الأخير· فهو يؤمن أن لكل إنسان مواعيد مخترعة وأخرى يقينية للموت· وأنّه عاش من أجل ذلك الميقات الحقيقي حسب· فكثرت الأقاويل في تفسير بطولاته وانكساراته وتجليّاته الروحانية· وأوصى أن تُعامل الأحداث والرؤى والأسرار التي وردت في شرائح تحليل دماغه على أنّها أساطير مجرد أساطير إنفلتت من الزمان فالتقطتها خلايا دماغه ، وانّ إعادتها الى الزمان ثانيةً عمل ليس لصاحب الدماغ فضل أو إمتياز فيه· وهو ما سيكون في الصفحات الآتية المنقولة دون تنقيح عن آلاف الأمتار لورق كومبيوتر ينافس حسهُ حسّاً بشرياً مرهفاً ، وُجِدَ في مختبر هاوٍ كان يجرّب أوّل مرة في التاريخ البشري نوعاً متقدماً جديداً من الانترنت يدخل على دماغ الإنسان وهو نائم· لذلك لم تفد أية محكمة دولية أو منظمة من منظمات حقوق الإنسان من وثائقية هذه الأحداث غير المرخّص قانوناً بتصويرها ونشرها·
 
بعد سيلٍ من أوراق بيض طرحها الكومبيوتر ، ظهرت كتابة متموجة تجمع بين العتمة والضوء ، ابتدأت بعنوان : أسطورة خلق السيّد والعبد·
 
فلمّا جـنَّ فؤاده بظلمة مفزعـة فـزَّت القطة التي في أنفه ، وعرف أنَّ مابيــن عينيـه وخطواتـه مسـافـات لا يرتجى غبارهــا· فانعـقـفَ مثل خطّاف عتّال ، ومـالَ كبرجـوازيّ داسـتْ على ذيله سلحفاةُ البروليتاريا·
 
إنفرط في صدره عنقود أمنياته ، وطفقَ الوجع القديم يسلخ من سيرته الذاتية كلماتها الأخيرة·
 
كانت الدنيا حــــصانـاً يعدو على حــــــدوة واحــــدة ما بين (نينوى) و (بابـل)، ومابين (سومر) و (أكـد) ، وكان الذيـل المبروم آخر ما بقي مـن حفنة الجيـوش في يديـه· وكان إصبعـان آخر ما بقي على الذيل· والذيل كل ما بقي من الحصان·· كان يعدو·· ليس ثمة حصان· كان يعدو بالذيل· يمتطي غفوة ذيله ويصرخ في الناس أن يفتحوا له درب الفاتحين· الذيـل بين إصبعيه وهو يمرّ من أمام عتبات الفرسان الذين غلبوا غبار المسافات ذات زمن ، ودقّوا مسامير الريح في تابوت الشهوات·

الصفحات