رواية "الموتى لا يكترثون"؛ لم كان الموتى يتكلمون؟
أنت هنا
قراءة كتاب الموتى لا يكترثون بالورود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
زنزانة حقيقية، لكن من حسن الحظ أن هناك نوراً كهربائياً قال حلمي في سره وأضاءه·
أخذ الغلاية ليملأها بالماء، وجد فيها بقايا شاي قديم· بحث عن مغسلة، وجد واحدة أمام باب المرحاض لا تكفي لغسل فأر· نظف الغلاية جيداً بالصابون، عمل الشاي، حمله مع بعض الكؤوس على طبق وصعد به سعيداً· تركه قليلاً ليتخمر، سكب قليلاً منه في كأس وأعاده للإبريق·
بادره بشير إذا بتريد، أنا بحبه خفيف
صَبَّ حلمي الشاي بطريقة استعراضية وقدمه له مصحوباً بابتسامة وطبعاً تفضل
تناول بشير الكوب وشكره يسلموا، إن شاء الله في عرسك
ما كان لحلمي أن يفوت هذه الفرصة الذهبية هلا وقت العرس ! المهم وين أنام الليلة !
لا تعليق، خيم صمت ثقيل، أضاف حلمي إذا ما عندكم مانع، ممكن أنام الليلة تحت ؟
علق نبيل بتموت من البرد والرطوبة
أحسن من الشارع عقب حلمي محقاً·
زي ما بدك، ما عندي مانع
أومأ بشير برأسه وكذلك طارق بعد تردد موافقين· ابتسم حلمي ووثب إلى إبريق الشاي ليصب منه مزيداً للرجال الأربعة كلما فرغ كوب أحدهم، حتى كاد أن ينسى نفسه من فرحته·
عند المساء، بعدما استعد أصحاب المحل للذهاب، أعطوه مفتاح الباب الجانبي وأقفلوا الباب الحديدي الثقيل الرئيس· كان لصوت إنزاله المدوي وقع مؤلم على نفسه، أحس والباب يسحب للأسفل وتختفي معالم الشارع المبلل بقطرات مطر المساء الناعم وانعكاس أضواء نيونات المحلات الملونة عليها وعلى الرصيف المغسول بها كما لو أن باب سجن كبير قد أقفل عليه· بقي وهلة متسمراً في مكانه ينظر إلى حديد الباب المقفل· حين استوعب صدمته فتح حقيبته وأخرج منها معطفاً ثقيلاً طويلاً· جلس على الأريكة الوحيدة الموجودة في المحل، مد رجليه على طولهما، غطى نفسه بالمعطف بعد أن وضع قدميه فوق حافة المدفأة المتنقلة التي بعثت بعض الدفء فيهما، غير أن الوضع لم يكن مريحاً· جلب كرسياً، وضعه أمام الأريكة، مد قدميه عليه، جر المدفأة قربه وغطى نفسه بالمعطف ثانية·
كان حلمي لا يزال نائماً في صباح اليوم التالي عندما سمع حركة الباب الحديدي وصوته المزعج· نهض بسرعة، أعاد الكرسي إلى مكانه وكذلك المدفأة· فرك عينيه وجلس على الأريكة كما لو كان مستيقظاً منذ مدة· رفع الباب الحديدي، عم المحل نور النهار· كان نبيل أول القادمين·
سأل بعد التحية كيف كانت النومة ؟
زي السلطان أجاب حلمي·
هز نبيل رأسه وقد لاحظ أنه كان نائماً على الأريكة·
كيف، ما بردت ؟ قال وهو يهز صندوق الكرات المرقمة·
لا كل شي تمام ثم أردف شو رأيك بكاسة شاي ؟
ابتسم نبيل وأجاب أنت كريم ونحن نستاهل
هبط حلمي إلى الطابق السفلي· دخل طارق، قال وهو يخلع معطفه ويهز عنه قطرات المطر المحل دافي اليوم
رد نبيل ما هو طول الليل مشغل المدفأة
وين أبو الأحلام ؟ استفسر بشير حين جاء·