رواية "الموتى لا يكترثون"؛ لم كان الموتى يتكلمون؟
أنت هنا
قراءة كتاب الموتى لا يكترثون بالورود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
وضع لنفسه مقعداً قرب مدخل المحل وجده بسهولة بين قطع الأثاث التي تلقى في شوارع المدينة بكثرة، كما وجد من قبل جهاز تلفزيون قديماً يضربه براحة يده حين يتوقف عن العمل فيعود للبث سريعاً كما لو كان يخشى تلقي ضربة أشد· صار يجلس على مقعده المريح، يمد رجليه على طولهما ويرقب حركة الشارع في الخارج·
مرت في أحد الأيام من أمام باب المحل هيفاء نحيلة ترتدي تنورة قصيرة، قفز حلمي من مقعده، أطل برأسه خارجاً ثم عاد للداخل ليعرب للشباب عن إعجابه بالفتاة وجمالها الفتان· دون أن يرفع رأسه من الصحيفه أخبره طارق أنها من عارضات الأزياء اللاتي يأتين لوكالة الإعلانات والتصوير الكائنة في آخر الشارع·
عند سماع ذلك عاد حلمي إلى مقعده متظاهراً بخيبة الأمل إذا كانت عارضة أزياء، الله معها ! أشاح بيده دلالة عدم الاكتراث· أردف بعدما سأله طارق إن كانت عارضات الأزياء لا يرقن له
طلعت روحي منهن رمقه الثلاثة بنظرة لا تخلو من التهكم، وكان نبيل أول المعلقين على الإجابة الغريبة كم عارضة أزياء عرفت في حياتك ؟
ابتسم حلمي وعيناه لا تزالان ترمقان الفتاة شو بدك تعد لتعد ! كنت ساكن عند واحد مصور والعارضات عنا كل يوم ثم أشار إلى بشير وقال اسأله هو يعرف
لــــم يكــن أحد يتوقع إجابة الرجل الخجول الذي يبالغ في مراعاة مشاعر الآخرين بتطرف حين قال إنه لا يعلم عن ذلك شيئاً، ولا تبجح رد حلمي أكثر تطرفاً صرت ما بتعرف المانيكان اللي عرضت علي سيارة وأنا رفضـــت !
لم يصدق الحاضرون آذانهم· هل يمكن أن يشت به الحلم إلى هذا الحد· تمتم بشير متهكماً لا ما بعرف· بتألف علي قصص وأنا حي أرزق !
تدخل طارق ليحسم النزاع قائلاً صحيح إنك أبو الأحلام من سنة ما شفناك مع بنت
كان حرياً بحلمي أن يصمت وينهي النقاش، لو كان يدري إلى أين سيقود، لكنه مثل لاعب شطرنج أساء تقدير خطواته القادمة قال : وأين آتي بها ؟
رد نبيل في بنت في باريس ما عندها بيت
بعجلة ندم عليها لاحقاً أجاب حلمي أنا ما بروح على بيوت الناس أدرك الخطأ الجسيم الذي وقع فيه فأردف آه لو كان عندي بيت !
رد طارق وكأنه كان ينتظر هذه الفرصة منذ شهور من سنة وأنت محتل المحل· يا سيدي جيب بنت وتعال احتل بيتي