أنت هنا

قراءة كتاب أنا وحّي الأمجاد ومسعودة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أنا وحّي الأمجاد ومسعودة

أنا وحّي الأمجاد ومسعودة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
الثانية بعد الظهر في حانوت الجزّار
 
عدد من الزبائن تجمّعو في حانوت الجزّار... المساحة ضيقة وباب الحانوت مشرع. في الواجهة حيث الجدار مرصوف بالسيراميك الأبيض تتعلق من أكرعها خراف مسلوخة من جلودها... على الجدار الأيمن مغسلة، إلى جوارها مجمدة لحفظ اللحوم... وإلى الجدار الأيسر منضدة عليها مثرمة كهربائية تكومت إلى جانبها وفوقها قطع من اللحم جاهز للثرم.
 
وسط الحانوت على الأرض ينتصب الوضم، الذي هو عبارة عن جذع شجرة ضخم وضع في منتصف المسافة بين الجدار والباب.
 
كانو تسعة، رجلان وسبع نساء، وبعد قليل انضمت إليهم فتاة شابة، خطت خطوتين داخل الحانوت ولما رأت الجمع استدارت وتراجعت متوقفة عند عتبة الباب حيث الشارع يموج بحركة المرور.
 
وقف الزبائن، وكأنهم كتلة واحدة، نافذي الصبر صامتون يراقبون الجزّار يعالج خروفاً سميناً بيدين ماهرتين وهو يقطع اللحم ويفصله عن عظمه تارة يستعمل السكين وأخرى يهوي عليه بالساطور. صبي الجزار يقف متأهباً يتناول قطع اللحم المنجزة من بين يدي سيده ليضعها في كيس من النايلون ثم يذهب بها إلى ناحية الجدار ليركنها إلى جانب بقية الأكياس الممتلئة المكومة بعضها فوق بعض على الأرض المتسخة.
 
أمام وضم الجزّار مباشرة يقف شاب وسيم متأنق يواكب العملية مدلياً بتعليماته. وحين إنتهى الجزًار من آخر قطعة وتلقفها الصبي واضعاً إباها في الكيس، تقدم أحد الرجلين الواقفين مُزِيحاً أمامه سيدتين كانت تقفان خلف الشاب وتكاد تلتصقان به وقال عاضباً:
 
- إنه دوري.
 
تطلعت إليه السيدتان شزراً وهما تتراجعان خطوة بينما الجزّار يتابع عمله دون أن يأبه، مديراً للجميع ظهره، متجهاً نحو الجدار حيث اللحوم المعلقة تنتظر دورها في الإختيار والتقطيع،ومن بين أوداجه المنتفخة تمتم قائلاً بلهجة فيها كبرياء:
 
- لم ننته بعد !
 
ثم أدار رأسه نحو الشاب وهو يلمس شلو الخروف المسلوخ الجاهز للتقطيع:
 
- أقلت هذا؟
 
- تماماً. أجاب الشاب.

الصفحات