أنت هنا
قراءة كتاب أنا وحّي الأمجاد ومسعودة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
رفعها من مكانها فتأرجحت الألية المكتنزة البيضاء، ثم علقها في المكان المخصص للقطع والتشريح، وشرع يعمل من جديد: قطّع الألية أولاً ثم وضعها إلى جانب المثرمة... وبضربات متتالية شق الخروف طولياً... ثم حمل الشق ووضعه فوق الوضم.
همست إحدى المرأتين، كأنها تحدث بلهجة فيها ضيق:
- ((لو ينتهي مني أولاً لأن طلبي لا يتعدى الكيلوين وليس خروفاً أو خروفين)).
بقي الشاب في مكانه لا يتحرك وعيناه تتابعان يد الجزّار باهتمام لئلا يفوته شيء... ثم قال موجهاً إياه:
- الضلوع تقطعها فرادى للشواء... رد عليه الجزّار:
- أعرف، أعرف كسابقتها، والفخدان أيضاً للفرن أليس كذلك؟
رد الشاب:
- أجل... أتركهما صحيحين مع بعض التشذيب. ولا تنسَ ((بيت اللحم)) والأليتين مع عشرة كيلوات من لحم البقر الصافي تثرمه كله مخلوطاً. نسيت أن أسألك، هل جهزت لي الحبال التي أوصيتك بها؟
قال الجزّار:
- حبال الظهر مرّ عليها غداً في مثل هذا الوقت ستجدها جاهزة.
وتوقف برهة ثم قال:
- إنها خمسة فقط.
قال الشاب:
- لماذا؟ ألم أطلب عشرة؟
- لا أستطيع... زبائن كثيرون ينتظرون الحبال منذ أسبوعين.
- إجعلها سبعة في الأقل.
أدار الجزّار نحو الشاب وجهه وقال بلهجة فيها توسل وإصرار:
- لا أستطيع، سامحني.