أنت هنا

قراءة كتاب رحلات جان دي تيفينو في الأناضول والعراق والخليج العربي (1665-1664)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رحلات جان دي تيفينو في الأناضول والعراق والخليج العربي (1665-1664)

رحلات جان دي تيفينو في الأناضول والعراق والخليج العربي (1665-1664)

تعدُّ رحلة جان دي تيفينو، المعنونة رحلة إلى الشرق (1663-1667)، من أهم الرحلات الرحلات الفرنسية إبان النصف الثاني من القرن السابع عشر· وقد دفعتنا الحقائق التاريخية المهمة والمعلومات الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية القيّمة والنوادر المتنوعة فيها إلى ترجمة ا

الصفحة رقم: 2
أولا: نبذة عن حياة الرحّالة جان دي تيفينو
 
ولد الرحّالة جان دي تيفينو في باريس في السابع أو السادس عشر من حزيران/ يونيو سنة (1633)(2)· وهو ابن أخ ملكي صادق (= ملك صادق) تيفينو(3)، أحد أفراد طائفة الروم الكاثوليك· تخرج من كوليدج دو نافار (=كلية نافار)، ولم يكن ليتجاوز الثامنة عشرة من عمره· ومعلوماتنا عن حياته خلال تلك السنوات المبكرة غامضة، لكن معرفتنا به بدأت تنتظم منذ أن بدأ رحلاته·
 
يمكن تقسيم رحلات السيد جان دي تيفينو إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى تمثل رحلاته المبكرة في أوروبا وامتدت خلال السنوات (1652- 1655)، ثمّ تأتي رحلاته إلى الشرق على مرحلتين، امتدت الأولى بين سنتي (1655- 1663)، بينما امتدت الثانية بين سنتي (1663- 1667)·
 
في ما يخصُّ رحلاته الأولى إلى أوروبا، فبعد أن درس الكثير من مؤلفات غيره من الرحّالة ازداد ولعه بالرحلات، وساعدته ثروته في تحقيق هدفه، فغادر فرنسا في الثامن والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر سنة (1652)، فتوجه في بداية رحلاته إلى كل من إنكلترا وهولندا وألمانيا وايطاليا، التي التقى فيها بالمستشرق الفرنسي بارثيليمي دا هيربلو دو مولافيلي(4) الذي دعاه لمرافقته إلى بلدان الشرق، فأبحر من روما في مايس/ مايو سنة (1655)، وبعد انتظار طويل واصل إبحاره نحو استانبول التي بقي فيها حتى شهر آب/ أغسطس من السنة اللاحقة (1656)، ثم أستأنف إبحاره نحو سميرنا وجزر اليونان، وأخيرًا وصل مصر حيث رسا بميناء الإسكندرية في يوم رأس السنة (1657)، ومكث هناك سنةً كاملةً، زار بعدها سيناء· وفي أثناء عودته إلى القاهرة التحق بقافلة الحجّاج المتوجهة إلى القدس، فزار أهم المناطق المقدسة في فلسطين· وبعد أن احتجزه القراصنة مرتين عاد إلى دمياط عبر البحر، ومنها إلى القاهرة مرة أخرى لمشاهدة افتتاح إحدى القنوات التي أقيمت على نهر النيل في الرابع عشر من آب/ أغسطس سنة (1658)، بعد ارتفاع مناسيب المياه فيه· وفي كانون الثاني/ يناير سنة (1659) أبحر من الإسكندرية على متن سفينة إنكليزية، فزار في طريقه ميناء حلق الوادي في تونس، وبعد اشتباك حاد مع القراصنة الإسبان وصل في الثاني عشر من نيسان/ ابريل إلى ميناء ليغورن الإيطالي، انصرف بعدها لمدة أربع سنوات في موطنه في دراسات تفيده لرحلاته المقبلة·
 
في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة (1663) أبحر تيفينو من فرنسا مجددًا، بعد أن أمضى فيها أربع سنوات، فوصل الإسكندرونة ثم صيدا، ومنها واصل رحلته برًا، في سنة (1664)، إلى كل من دمشق وحلب· ومنها توجه إلى الموصل عن طريق بيرة جك، فسلك طريق قوج حصار، ماردين، نصيبين، ثمّ الموصل، ومنها استخدم الكلك للوصول إلى بغداد التي توجه منها إلى مندلي، وهي آخر موقع للعثمانيين الأتراك على حدود بلاد فارس· ومن هذا الجزء ترجمنا مسار الرحلة بدءًا من حلب وانتهاءً بمندلي عند الحدود الفارسية، وتشمل الترجمة ستة فصول من الكتاب الأصلي: التاسع، العاشر، الحـادي عشـر، الثانـي عشر، الثالث عشر والرابع عشر من الجزء الأول من المجلد الثالث من كتاب رحلاته الذي سنفصّل الحديث عنه في الصفحات اللاحقة·
 
بعد مغادرة تيفينو مندلي دخل بلاد فارس ووصل إلى كل من كرمنشاه، همدان، ثمّ أصفهان التي بقي فيها خمسة أشهر، (من تشرين الأول/أكتوبر 1664 حتى شهر شباط/ فبراير 1665)، وهناك التحق بالرحّالة التاجر جان بابتيست تافرنييه(5)، فواصل معه السفر إلى كل من شيراز ولار وبندر عباس وهرمز على أمل مواصلة الإبحار معه إلى الهند· ولكنه ارتأى العودة إلى شيراز بسبب معارضة الهولنديين، فزار أطلال برسيبوليس، ومنها جال في بعض المدن الإيرانية، ثمّ توجّه إلى ميناء بندر ريق (1665)، الذي أبحر منه إلى البصرة عبر شط العرب، مرورًا بالقطيف والإحساء· وبعد أن شاهد عملية صيد اللؤلؤ واطّلع على أحوال الصابئة ودوّنها في كتابه، أبحر من البصرة مجددًا متوجهًا إلى الهند عن طريق شط العرب· وما يهمنا من هذه المرحلة يتعلق بالبصرة والإحساء والقطيف والخليج العربي، ويشمل الفصول التاسع، العاشر، الحادي عشر من الجزء الثالث من المجلد الرابع، والفصلين الأول والثاني من الجزء الرابع من كتاب رحلاته· وأخيرًا وصل ميناء سورات في العاشر من كانون الثاني/ يناير سنة (1666)، وأمضى في الهند ثلاثة عشر شهرًا· وبعد أن زار عددًا من المدن الهندية عاد إلى سورات عن طريق البر، فأبحر إلى ميناء بندر عباس ثمّ توجه إلى شيراز وأمضى صيف سنة (1667) في أصفهان، ثم واصل طريقه إلى تبريز، وفي أثناء الطريق مات في مدينة ميانا بأرمينيا في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر سنة (1667)، بعد تعرضه لإطلاق مسدس هناك·

الصفحات