أنت هنا

قراءة كتاب رحلات جان دي تيفينو في الأناضول والعراق والخليج العربي (1665-1664)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رحلات جان دي تيفينو في الأناضول والعراق والخليج العربي (1665-1664)

رحلات جان دي تيفينو في الأناضول والعراق والخليج العربي (1665-1664)

تعدُّ رحلة جان دي تيفينو، المعنونة رحلة إلى الشرق (1663-1667)، من أهم الرحلات الرحلات الفرنسية إبان النصف الثاني من القرن السابع عشر· وقد دفعتنا الحقائق التاريخية المهمة والمعلومات الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية القيّمة والنوادر المتنوعة فيها إلى ترجمة ا

الصفحة رقم: 8
قافلتان إلى أرضروم
 
بعد إقامة استمرت شهرين في حلب، ودعتُ قافلتين متجهتين إلى أرضروم؛ فقد يضطر المرء أن ينتظر أحيانًا مدةً في أرضروم لكي يعثر على قافلة متجهة إلى أريفان، ومن أريفان إلى تبريز؛ وفي تلك الأنحاء لا توجد أي حماية للفرنجة، إلى جانب انتشار أعداد كبيرة من اللصوص على ذلك الطريق· وأخيرًا، وجدنا قافلةً مستعدةً للذهاب إلى الموصل، فقررتُ أن أذهب معها، بعكس نصيحة جميع الفرنجة، الذين نصحوني بالبقاء حتى ينتهي الحر·
 
الاتفاق على نقلي من حلب إلى الموصل وبغداد
 
اتفقتُ مع تركي كان قد استأجر بضعة بِغال، فأعطيته ثلاثين قرشًا لنقلي أنا وخادمي وأمتعتي إلى الموصل عبر الطريق البرّي، ومن الموصل إلى بغداد عبر الكلك، وتخليصي من جميع الضرائب· وبعد بضعة أيام طلب ثلاثة قروش أخرى، وشال بأربعة قروش· فسلّمته المبلغ كاملاً مقدَّمًا، كما أراد، مع أني أعتقد أن تلك الطريقة ليست صحيحة، وإنما لكي لا أرد صديقًا لم أرَ منه إلا الكثير من اللطف والأدب، صديقاً عقد الصفقة لأجلي· ولأنه لم يسافر في تلك الرحلة، وكان يظنَّ أن الجميع صادقون مثله، فقد أقنع نفسه بأنه فعل كل ما بوسعه لأجلي· وفي الوقت ذاته فإن الطريقة الوحيدة هي الاتفاق مع أصحاب البِغال وعدم دفع المبلغ لهم مقدَّمًا· فلو فعلتُ ذلك لما تحمّلت مبالغ كبيرة جدًا·
 
ستة قروش للبغل
 
إن ذلك التركي لم يدفع إلى صاحب البغل سوى خمسة عشر قرشًا عن حمولة البغلين ونصف حمولة على بغل آخر، بينما لم تدفع بقية القافلة بأجمعها أكثر من ستة قروش للبغل الواحد· إلى جانب ذلك، فقد أبلغني ذلك الكافر(13) عدة مرات في أثناء الطريق أنه لن يوافق على أن يتحمل أية تكاليف أو ضرائب عن أمتعتي· ولأني لم أعرف كم قرشًا إضافيًا سأدفع، اضطررتُ أخيرًا لدفع تكاليف جديدة من الموصل إلى بغداد·
 
تعرضي للسرقة
 
الأحد، 29 حزيران/ يونيو 4661: غادرتُ حلب يوم الأحد، التاسع والعشرون من حزيران/ يونيو، برفقة عدد من التجار الفرنسيين على ظهر الخيول، الذين شرّفوني بحملي معهم ليروني للقافلة، التي كانت في الميدان المجاور للحدائق القريبة من المدينة· وحينما وصلتُ إلى أمام بوابة باب البرقوصة(14)، أخبرني خادمي، الذي ذهب إلى هناك قبل يومين ناقلاً بضائعي، أن أحد مسدساتي قد سُرق ليلة أمس، وأن بعض حاجيات الآخرين سُرقت، وإن عليَّ أن أكون راضيًا لأن الآخرين بالحال نفسه، وأنهم أخبروني أنهم شاهدوا اللصوص ولاحقوهم، لكنهم لم يظفروا بهم· فهؤلاء اللصوص يتسللون ببراعة على بطونهم كالأفاعي(15)· ولذلك، فطوال تلك الرحلة لا تراهم يستقرون في خيام ليلاً، بل على العكس يرفعونها، لأنهم حينذاك (كما يقولون) يعملون كعيون للصوص·
 
الاثنين، 30 حزيران/ يونيو: استأنفنا رحلتنا في فجر اليوم التالي، وكان البَرْدُ أول ما ضايقنا لبعض الوقت· وبقينا نسير حتى الساعة التاسعة، ثمّ خيّمنا في حقل يسمى سمّايا(16)، بالقرب من نهر حلب(17) الذي يجري بالقرب من ذلك المكان، وعليه جسرٌ صغير·
 
سمّايا - چيتانلي
 
الثلاثاء، 1 تموز/ يوليو: غادرنا ذلك المكان في فجر يوم الثلاثاء· وفي نحو الساعة التاسعة التقينا قافلةً كبيرةً قادمةً من الموصل كان فيها ساعاتيٌ كان قادمًا من بلاد فارس، حيث يعيش منذ مدة طويلة مع زوجته وأولاده· وبعد أن تحدثنا معًا افترقنا· وكانت تلك القافلة متوجهة إلى سمّايا· وفي نحو الساعة العاشرة صباحًا توقفت قافلتنا في حقل يسمى چيتانلي، يمرُّ بالقرب منه غديرٌ صغيرٌ بين الأشجار· ومن حلب إلى ذلك المكان كان مسارنا شرقيًا وشماليًا شرقيًا دائمًا، ومن هناك إلى ألبير(18) كان مسارنا شرقيًا·

الصفحات