يضم هذا الكتاب عدداً من المقالات التي تعالج مواضيع في شتى المجالات معالجة وصفية وتحليلية ونقية وتفكيكية.
أنت هنا
قراءة كتاب السلطة والحرية الفكرية والمجتمع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

السلطة والحرية الفكرية والمجتمع
الصفحة رقم: 1
المقدمة
يضم هذا الكتاب عدداً من المقالات التي تعالج مواضيع في شتى المجالات معالجة وصفية وتحليلية ونقدية وتفكيكية· تواجه الشعوب العربية تحديات مصيرية في شتى مجالات الحياة وتعاني من التخلف الذي له تجليات في مجالات التربية والثقافة والاقتصاد والإدارة والعلاقات الاجتماعية· ومن تجليات هذا التخلف الفقر والجهل والأمية وتبديد الثروات ونهبها والحرمان والخضوع للسيطرة الأجنبية والاستبداد والطغيان الاجتماعيان والنقص في اكتساب العلوم والتكنولوجيا الحديثة وفي تطبيقها والثقافة المشوهة والجمود الفكري وانعدام الحرية الفكرية وغيرها· وهذه العلل نتيجة عن عوامل داخلية وخارجية متفاعلة دامت قروناً تحاول هذه المقالات دراستها· وهذه العلل ذات طبيعة معقدة ولذلك فإن تناولها لا بد من أن يكون مثاراً للخلاف·
وإثباتاً للحقيقة نقول إن هذه العلل ليست مقصورة على الشعوب العربية، فهي منتشرة في كل بقاع المعمورة، غير أن انتشارها يتفاوت بين شعب وآخر، وبين قارة وأخرى، وبين ثقافة وأخرى· ويبدو أن انتشار هذه العلل بين الشعوب النامية، التي يشكل العرب جزءًا منها، أكبر منه بين الشعوب المتقدمة النمو، وخصوصاً في أوروبا وأمريكا الشمالية·
ويتضمن قسم من هذه المقالات أيضا آرائي في بعض القضايا المهمة جدا التي تشغل حيزاً كبيراً في فكري ووجداني والتي تقض مضجعي وأسمع هديرها المدوي في عقلي فتكاد تشق أعصاب دماغي· ومن هذه القضايا أذكر على وجه الخصوص وضع المرأة والانغلاق الفكري وعدم الوعي بدينامية الظواهر الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والنفسية والتردي العربي·
وبالنظر إلى مواجهة التحديات للشعوب العربية وإلى معاناة هذه الشعوب من علل خطيرة يجب أن يكون التناول للمسائل المطروحة صريحا· ولا يمكن الإسهام في تحقيق معرفة أفراد الشعب لواقعهم المزري وفي انتشالهم من ورطتهم إلا بالتناول الصريح غير المقيد· يجب أن يضع هذا التناول النقاط على الحروف، والأوراق على الطاولة، كما يقال، دون لف أو دوران، فالدوران يصيب الرأس بالدوار مما يؤدي إلى سقوط الفرد أو المجتمع فيداس عليه بالأقدام أو باسوأ من ذلك·

