هناك تحديات كبيرة تواجهها الأمَّتان: العربية والإسلامية، تبغي استئصال وحدة كلٍ منهما. وكان لإسرائيل الدور الكبير في إثارة الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي-ومنه العراق- لإضعاف وتشتيت قوة الأمة.
أنت هنا
قراءة كتاب حول تقسيم العراق والوطن العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مقدمة
نحمدك اللهم ونستهديك، ونستعين بك ونتوكل عليك، ونصلي ونسلم صلاة طيبة زاكية مباركة على من ختمت به الشرائع، وأرسلته رحمة للعالمين، سيدنا محمد، وعلى اله الطيبين وصحبه الذين اصطفيتهم من خلقك، وائتمنتهم على تبليغ شرعك الشريف إلى الناس كافة.! اللهم صلِّ على محمد وال محمد، وآته الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد.!
أما بعد:
فهناك تحديات كبيرة تواجهها الأمَّتان: العربية والإسلامية، تبغي استئصال وحدة كلٍ منهما. وكان لإسرائيل الدور الكبير في إثارة الأقليات العرقية والطائفية في الوطن العربي-ومنه العراق- لإضعاف وتشتيت قوة الأمة. ووقفت البلاد العربية عاجزةً عن مقاومة مشاريع التجزئة التي قام –ويقوم- بها العالم الغربي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد كان احتلال العراق من قبل الغزاة بزعامة أمريكا جريمة كبرى من جرائم التاريخ، ولم يقع ذلك الغزو إلا بعد تخطيط دقيق ومبرمج ومدروس من قبل أمريكا وإسرائيل. وليس صواباً ما يتناقله الإعلام من أن أمريكا خُدعت بالتقارير التي قُدمت لها عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل فأقدمت على غزوها؛ لأن الغزو كان قد أعد له مسبقا لمصلحة أمريكا وإسرائيل معاً، وهو خطوة من خطوات تجزئة الوطنين العربي والإسلامي..!
لقد خُطط لتجزئة البلاد العربية والإسلامية منذ زمن ليس بالقريب، وكان مشروع التجزئة يعمل عمله في هذا البلد وذاك، وبعد احتلال العراق ازداد نشاط تلك المشاريع، وظهرت –مرة أخرى- إلى الوجود مصطلحات (الأقاليم) و (الفدرالية) و (الكونفدرالية) و... وقد كثر النقاش والجدال في أمر (الأقاليم) و (الفدراليات) التي تدعو اليها محافظات عديدة في العراق، وحجتها في ذلك: تقصير الحكومة المركزية في إعطائها ما تستحقه أولا، وتدخلها في المحافظات بأمور ليس من حقها التدخل فيها: كالإعتقالات التي تقوم بها قوات عسكرية مرسلة من المركز أو من غيره تطول أعدادا من الناس.. تنفذ القوات العسكرية تلك الإعتقالات من غير أن تُعلِم تلك الجهات المحافظين بما ستقوم به من اعتقالات، وغير ذلك كثير ما يطول شرحه...! وكل من يدعو إلى (الأقاليم) أو (الفدراليات) يقول: إنّ هذا السلوك الذي تسلكه الحكومة المركزية فيه ما فيه من الظلم والإفتئات وهو الذي حمل هذه المحافظة أو تلك على سلوك هذا النهج في المطالبة بالأقاليم أو الفدراليات، ولسان حال كل محافظة من تلك المحافظات ما قاله شاعرنا القديم: