مع التطور العالمي الهائل والشامل والذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن الماضي تطورت الأعمال بشكل غير مسبوق وتنوعت أدوات ووسائل الاستثمار الفردي والجماعي والذي اتخذ صوراً متعددة سواء كانت في صورة شركات مساهمة sharing capital أو صناديق استثمارية Funds أو من خ
أنت هنا
قراءة كتاب الصور الشاملة لإدارة المخاطر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
المدخل
Preface
مع التطور العالمي الهائل والشامل والذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن الماضي تطورت الأعمال بشكل غير مسبوق وتنوعت أدوات ووسائل الاستثمار الفردي والجماعي والذي اتخذ صوراً متعددة سواء كانت في صورة شركات مساهمة sharing capital أو صناديق استثمارية Funds أو من خلال المحافظ المالية portfolios وكذلك شراء وخصم الذمم Factoring & Forfaiting فضلا عن المستجد في البورصات العالمية من خلال المضاربات والعقود الآجلة Futures / options وغيرها من الأدوات الجديدة ومع كل هذه التطورات ازداد دور إدارات الشركات مع ازدياد حجم الصناديق الاستثمارية وارتفاع حجم إدارة أموال الغير، وموجودات المحافظ والنمو المتسارع في زيادة قيمة الموجودات وحجم الاستثمارات وإظهار أرباح غير حقيقية وليست منطقية كان لا بد أن تظهر الحقائق لكل ما تجاوز المنطق في تضخيم الموجودات وتتراجع قيمة هذه الموجودات وهذا ما قد حصل والذي يحلو للبعض تسميته انهيار اقتصادي عالمي مستمر منذ عامين.
وقد أثار هذا الانهيار أو التراجع الكبير والمفاجئ في الاقتصاد العالمي أثار جدلاً كبيراً حول مدى صلاحية النظام القائم في الاقتصاد أو الخروج منه إلى نظام معدّل أو أفضلية النظام المصرفي الإسلامي أو الاقتصاد الموجه أو غير ذلك.
ولما لم أستدل على تقرير يعطي ما جرى ويجري وسوف يجري تفسيراً واضحاً ارتأيت الشروع في إعداد هذا الكتاب والذي أسميته «الصور الشاملة في إدارة المخاطر» في محاولة متواضعة لشرح ما ينطوي عليه أي نشاط استثماري من مفاهيم ومعاني للأرقام والتقارير المالية/ الميزانيات والنتائج وكذلك المخاطر المحيطة وما يجب على المستثمر فهمه قبل الدخول في أي استثمار وبعدئذٍ من يدخل فإنه يدخل على بَيِّنة.
لقد عشت بين الأرقام طيلة أربعة عقود من العمل عشت مدققاً ومحققاً وباحثاً وناصحاً وموافقاً ورافضاً أرقام وأرقام.
أكان صغيراً أو كبيراً من بني البشر متعلماً، مثقفاً أو جاهلاً يمكن التفاهم معه بالرقم ولا جدال حول الرقم وهو الأسهل للإيضاح والتفسير من مفردات كلام يطول، يؤول أو يُنفى أو يساء فهمه ولكنه الرقم هو الحجة الأقوى والدليل الواضح.
كيف يكون الحال إذا تعرض الرقم للتشويه أو التحريف نعم تحريف الرقم، كأن تظهر بعض الشركات أرباحاً في نتائجها المالية في حين أن الحقيقة هناك خسارة أو على الأقل أرباحاً مبالغاً فيها أو تقوم بتضخيم القيمة لموجوداتها بطريقة غير صحيحة وفيها مبالغة كبيرة و أياً كان الهدف من وراء التلاعب في الأرقام فإن النتيجة واحدة وهذا ما حصل لدى أكبر اقتصاد في العالم واستمر في الحصول ثم يفاجئ العالم بانهيار اقتصادي أو تراجع اقتصادي قل فيه ما شئت ولكنني أقول أن ما حصل ليس انهياراً وإنما زوال غير الصحيح وظهور عدالة الرقم أو الرقم العادل وهذا ليس بجديد على مستوى العالم فكلنا نذكر موضوع شركة Enron الأمريكية أكبر شركة للطاقة في العالم آنذاك (بداية العقد الحالي) وكيف انهارت فجأة وسبب ذلك هو الرقم وإظهار أرقام وعرضهاً مخالفاً للحقيقة وترتب على ذلك خروج إحدى شركات المحاسبة والتدقيق العالمية الكبرى من السوق ووقفها عن مزاولة نشاطها نهائياً وتحميلها جزء من مسؤولية ما حدث.
هذا حصل ولا زال يحصل في كل العالم أن تصدر عن شركات بيانات وتقارير مالية غير حقيقية وغير معبرة مصحوبة بتقارير من مكاتب التدقيق تتضمن إشارات واضحة أو تحفظات غير أن هذه التقارير لا تُقرأ في معظم الأحيان.
أما ما يتعلق بتفسير ما حدث من تراجع أو انهيار في الاقتصاد العالمي سنتعرض له بالشرح مع توضيح الأسباب التي أوصلت لهذا التراجع والانهيار في الخاتمة قبل نهاية الكتاب.
متوكلاً على الله سبحانه وتعالى ومستعيناً به.
وضعت هذا الكتاب في ثلاثة أبواب يليها خاتمة وتوصيات.
المؤلف
عمان ـ مايو ـ 2010م