في هذا الكتاب "مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية" يقدم لنا خلاصة تفكيره، وثمرة ثقافته، ونتائج دراسته الطويلة العريضة لتاريخ المسلمين وواقعهم، ويأتي ذلك بعد (الربيع العربي) الذي كان من نتائجه حتى لحظة تأليف الكتاب تغير نظام الحكم في بلدين عربيين
أنت هنا
قراءة كتاب مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية
الصفحة رقم: 2
بين يدي البحث
عندما يُصاب الإنسان باليأس يحكم على نفسه بالموت.. وهكذا الحضارات... ولهذا جعل القرآن اليأس كفراً.. قال تعالى: ﭽﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭼ ( ).
وبالأمل ينمو الإنسان وتزدهر الحضارة.
لقد قالها الرسول في وجه عمه أبي طالب: "يا عم: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"( ).
معلناً الأمل مهما تكن الظروف.
أليس هو القائل: » إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ »( ).
إن شمس الإسلام قد بزغت من جديد بعد أن انقشعت جحافل الظلام.
إن (الظاهرة القرآنية) تحركت مع (الظاهرة الكونية) في طريقهما إلى (كوكب المثالية)، إنها (الدورة الخالدة) التي ضمنت بقاء الحق إلى آخر أيام الدنيا، وقد ظهر الإنسان الجديد الذي استطاع أن يتخلص من (القابلية للاستعمار)، وقد دخلت الفكرة الإسلامية كمركب في تركيب عناصر التاريخ، ولم تعد بعيدة عن الفعل والبناء.
فافعل يا أخي شيئاً.. كن صانعاً للأشياء ولا تعبد الأشياء ..
ابذر يا أخي الزارع من أجل أن تذهب بذورك بعيداً عن حقلك في الخطوط التي تتناءى عنك .. في عمق المستقبل.
غنِّ يا أخي الزارع، ورتّل القرآن ترتيلاً بصوتك الجميل.. حتى تتناغم مع الجبال والطيور.
وليدوِّ غناؤك البهيج. كما دوّى من قبل غناء الأنبياء في فجر آخر.. في الساعات التي ولدت فيها الحضارات( )..( ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ) ( ).
***
إن (شروط النهضة) هي الشروط التأسيسية، "وإن الظاهرة القرآنية" هي الضابط العقلاني للقيم الغيبية المحركة للبواعث في فعالية الأداء.
فالنار والضوء كانا دائماً شعار الرسالة في المنعطفات الكبرى للإنسانية: موسى إذ آنس جذوة نار؛ اتخذ نحوها سبيله وحيداً في ليل الوثنية مطلقاً
صرخة... ( )"