أنت هنا

قراءة كتاب مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

في هذا الكتاب "مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية" يقدم لنا خلاصة تفكيره، وثمرة ثقافته، ونتائج دراسته الطويلة العريضة لتاريخ المسلمين وواقعهم، ويأتي ذلك بعد (الربيع العربي) الذي كان من نتائجه حتى لحظة تأليف الكتاب تغير نظام الحكم في بلدين عربيين

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9
إن ما نزل بالمسلمين فيما مضى يرجع في الأغلب إلى تشويه إحدى العقائد الإسلامية، ونعني بها عقيدة القضاء والقدر؛ حيث تعاملوا مع تخلفهم على أنه قدر الله لهم، وبقدر عجزهم عن النهوض بأنفسهم، ونفورهم من التضحية من أجل الآخرين؛ تراهم يجعلون بأسهم بينهم، فلا رفق ولا هوادة في الخصومة، والرغبة في الثأر بحق أو بغير حق( ).
 
ومع ذلك فقد كان من ثمرات هذه اليقظة بروز بعض المفاهيم الحضارية، منها:-
 
• أن النهضة لا تأتي دون جهد، وإنما تنبعث من أعماق الأمة، ويجب أن تصنع بأيدي أبنائها.
 
• الشعور بضرورة مقاومة النظام الاستبدادي وما صحبه من انقسام المسلمين إلى فرق ومذاهب دينية متناحرة.
 
• مقاومة نوع غريب من التصوف جاءتهم عناصره من الغرب والشرق على حد سواء فحجب عنهم عقيدة التوحيد واتجه بهم نحو لون من الشرك الخفي أو الصريح.
 
• وشعورهم بأنهم لم يعودوا ممثلي الحضارة الإنسانية. وأن هذا وضع يجب أن ينتهي.
 
وفي ظل هذا بدأ الزحف الأوربي يبطِّئ من سيره ثم ينحسر بعد أن ظهرت ثمرة الجهود التي بذلها كبار المصلحين، من أمثال ذلك الحركة الوهابية، وقد عرفت الحركة الإصلاحية أنها تسير في الاتجاه الصحيح؛ لأنها ليست قاصرة، وظهرت بين المسلمين الرابطة الإسلامية التي بدأت تتأكد من جديد بين المسلمين في مختلف بقاع الأرض( ).
 
لقد كادت هذه الرابطة تنفصم عراها بسبب ضروب الاستبداد السياسي والروحي التي استسلم لها المسلمون، منذ أن غابت عن قلوبهم الأصول الدينية الأولى التي حجبها جدل الفقهاء في العقائد، وتعنتهم وتشددهم وغلوهم في الفروع (الفقه) والتي صمَّت آذانهم عن سماع نداء الشريعة بسبب صخب الدفوف والمزامير في حلقات أهل التصوف.
 
ومن أول هذه الأمراض أن كثيراً من المسلمين يغررون بأنفسهم، فيذكرون ماضيهم الذي لم يصنعوه بأيديهم، لكي ينسوا حاضرهم الذي يتبرؤون منه.
 
وقديماً ضاق الأفغاني بغرورهم، فقال لمن يحدثه عن عبور العرب للمحيط الأطلسي وكشفهم لأمريكا قبل الأوروبين: "إن المسلمين أصبحوا كما قال لهم الإسلام: كونوا بني آدم فأجابوه إن آباءنا كانوا كذا وكذا، وعاشوا في خيال ما فعل آباؤهم، غير مفكرين بأن ما كان عليه آباؤهم من الرفعة لا ينفي ما هم عليه من الخمول والضعة( ).

الصفحات