أنت هنا

قراءة كتاب مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

في هذا الكتاب "مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية" يقدم لنا خلاصة تفكيره، وثمرة ثقافته، ونتائج دراسته الطويلة العريضة لتاريخ المسلمين وواقعهم، ويأتي ذلك بعد (الربيع العربي) الذي كان من نتائجه حتى لحظة تأليف الكتاب تغير نظام الحكم في بلدين عربيين

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
مصطلح التقدم
 
مصطلح التقدم: بين النسبية والموضوعية
 
كلمة التقدم كلمة توجد في كل اللغات بمفاهيم مختلفة، وربما أضفى نوع التقدم في كل بلد ظلاله عليه؛ فعندما تُذكر كلمة التقدم مقترنة بالحضارة الإسلامية تأتي صورة الرسول  الماثلة في قلب كل مسلم وصورة الخلفاء الراشدين يتقدمهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (رضي الله عنهم).
 
ثم تـأتي صورة كبار الفاتحين أمثال الأبطال: خالد بن الوليد، وعمرو ابن العاص، والمثنى بن حارثة، وأبي عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص (رضي الله عنهم)، إلى أن يصل الأمر إلى عقبة بن نافع وأبي المهاجر دينار وموسى بن نصير، وطارق بن زياد، وألب أرسلان السلجوقي بطل ملاذكرد التي انتصر فيها بخمسة عشر ألف جندي على 300 ألف جندي من جنود الدولة الرومانية البيزنطية، ثم عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي بطل حطين، ومحمد الفاتح الذي قضى على الدولة البيزنطية وتأتي أيضاً صورة ابن النفيس، وابن الهيثم، والبيروني، وابن سينا.
 
* * *
 
وعندما يذكر التقدم في الحضارة الأوربية التي تُعطي نفسها مركزية عنصرية لا تستحقها، يأتي إلى الوعي فلاسفة اليونان الكبار مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو وتظهر صورة أبطالها الكبار مثل شارل مارتل وريتشارد قلب الأسد والمجرم الأحمق أرناط، ورومِل ونابليون بونابرت، وماتزيني قاتل عمر المختار وغيرهم.
 
بالإضافة إلى نيوتن وهلين كيلر وأينشتين، وفرويد وفولتير وجان جاك روسو وماركس وأنجلز وهيجل.
 
ذلك لأن التقدم في ميزان الحضارة الأوربية يقوم على ما سماه فيلسوفها الكبير اشبنجلر صاحب كتاب (هكذا تكلم زرادشت) وصاحب نظرية فلسفة القوة.
 
إنها حضارة تؤمن بالقوة فوق الحق، وبالمصلحة النفعية (البرجماتيزم) فوق مصلحة الإنسانية، ولا تؤمن إلا بنفسها، ولا تعمل إلا لتكون هي الأولى والمركز في العالم، وهي تدير التاريخ حول مراحل تقدمها وتخلفها. فالعصر الروماني يبدأ قبل الميلاد وينتهي في القرن السادس الميلادي، والعصور الوسطى هي العصور التي تسلطت فيها الكنيسة والإقطاع على عقول الناس، فحرَّموا قراءة الكتاب المقدس وفهمه، فلا يفكر فيه إلا اللاهوتيون (وهي من القرن السادس حتى القرن السادس عشر الميلادي). ثم العصر الحديث ويبدأ من القرن السادس عشر حتى ما بعد القرن العشرين.

الصفحات