أنت هنا

قراءة كتاب مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

في هذا الكتاب "مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية" يقدم لنا خلاصة تفكيره، وثمرة ثقافته، ونتائج دراسته الطويلة العريضة لتاريخ المسلمين وواقعهم، ويأتي ذلك بعد (الربيع العربي) الذي كان من نتائجه حتى لحظة تأليف الكتاب تغير نظام الحكم في بلدين عربيين

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 10
ويعد الفقر ثمرة من ثمرات خمولهم واعتمادهم على الماضي، فبلاد المسلمين قد عمها الفقر، وشملها البؤس، وغلب على أهلها ملوك مستبدون يتخذون أعوانهم وبطانتهم إما من رجال أجانب أو من قوم زعموا أنهم قوَّامون على الناس في عقائدهم وخلجات نفوسهم؛ فاجتمع الفقر مع الاستبداد وسطوة الكهنوت على قوم من البؤساء، ففسدت عقولهم وشُوِّهت أخلاقهم، واندثر ما قد عسى أن يكون قد بقي في نفوسهم من أثر للعزة والنخوة( ).
 
ولكي يبحر المسلمون إلى المستقبل كما ينبغي؛ عليهم أن يعقدوا العزم على حصر سلبيات وأمراض الماضي والتخلص منها تمهيداً للانطلاق.
 
ويقول أستاذنا الدكتور محمود قاسم: إن للفقر في البلاد الإسلامية حليفاً ليس أقل منه خطراً وقهراً، وهو (الجهل)، فالعلوم الحديثة لم تطرق دور الدراسة إلا بعد جهد وصراع طويلين، وإلا بعد مقاومة علماء الدين الذين يحرصون عادة على إبقاء القديم على قدمه؛ إما خوفاً على نفوذهم أن ينحسر عن أفئدة العامة، وإما طمعاً في التقرب إلى الحكام المستبدين الذين يحسبون أن سلطانهم لا يستقر ولا يزدهر إلا بفضل الجهالة الشاملة( ).
 
ولقد ظن المسلمون في عصور تدهورهم أن الحجاب معناه (حرمان نصف المجتمع) أو أكثر من نصفه، من حقوقه الاجتماعية والروحية والعقلية واعتقدوا أن صلاح حالهم إنما يكون بأن تعامل المرأة معاملة الرقيق، وأن يُضيَّق عليها الخناق حتى يُؤمن شرها وكيدها.
 
ويظن الرجال أن هذا السجن (شريعة إلهية)، وأن (جهل النساء ضمان لعفتهن)؛ في حين أن عدم تعليمهن أدعى إلى فجورهن. وقد نسي هؤلاء أن النساء المسلمات في عصر القوة لم يكنّ سجينات دورهن؛ بل كان منهن العالمات والشاعرات، وكن يسهمن في الحياة العامة أكبر إسهام؛ يحرضن على القتال ويفتين أخواتهن في أمور دينهن.
 
• إن ابتعاد المسلمين عن المنطلق الإسلامي لنهضتهم هو الذي أوقع بهم في القرون الأخيرة.. فالمنطلق القرآني يركز على العوامل الداخلية التي تعيش في داخل الفرد والمجتمع.. إن القرآن يضع أيدينا على المنطلق الوحيد الداخلي للتقدم في قوله تعالى: (ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ) الرعد: ١١ وأيضًا: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭼ الأنفال: ٥٣.

الصفحات