أنت هنا

قراءة كتاب مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية

في هذا الكتاب "مشكلة التقدم بين السنن الكونية والسنن القرآنية" يقدم لنا خلاصة تفكيره، وثمرة ثقافته، ونتائج دراسته الطويلة العريضة لتاريخ المسلمين وواقعهم، ويأتي ذلك بعد (الربيع العربي) الذي كان من نتائجه حتى لحظة تأليف الكتاب تغير نظام الحكم في بلدين عربيين

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
إننا لا نقول بما يقول به ابن خلدون عندما يتكلم عن (الدولة) فيقول: إن الحضارة كالكائن الحي. وقد يكون كلامه كلاماً صحيحاً فيما يتصل (بالدولة). التي عكف على تشريحها بالنسبة إلى الحضارة لا سيما (الحضارة الإسلامية) فيمكن أن تضعف ثم تتقدم، ويمكن أن تُصلح أخطاءها وتستفيد من المنتصرين عليها، وأن تفرض نفسها عليهم، كما فعلت الحضارة الإسلامية مع المغول التتار الذين أصبحوا من خيرة جند الإسلام، ومنهم تفرع العثمانيون الذين حموا الحضارة الإسلامية خمسة قرون.
 
* * *
 
• والموضوعية في التعامل مع مصطلح التقدم ليست كلمة هائمة، فنحن كما حاولنا إيضاح مفهوم التقدم، فنحدد الآن مفهومنا للموضوعية التي يجب أن تقترن بالتقدم.
 
وكما تحدثنا عن مفهوم التقدم بظلاله المتباينة عالمياً نتكلم بشيء من الإيجاز عن مفهوم الموضوعية، وبإمكاننا أن نتعرف على الموضوعية عندما نذكر خصائص التفكير غير الموضوعي الذي يلاحظ فيه تمحور كثير من المسلمين حول الأشخاص لا حول الأفكار، وبروز التطرف في حالتي الحب والكره، وادعاء احتكار الحقيقة المطلقة مع غياب آداب الحوار، وبروز لغة الاتهام وحضور نظريات التفسير التآمري بقوة، وادعاء المعرفة بكل شيء، والجرأة الشديدة في إطلاق الفتاوى في كافة مجالات الحياة، وبروز الاتهام للآخر وغياب النقد الذاتي، وضعف ثقافة المراجعة، وعدم احترام التخصصات الفردية والجماعية، والحرص على الانغلاق على الذات وعدم الاستفادة من خبرات المجتمعات الأخرى، والخلط بين التفاعل الحضاري والغزو الثقافي، والميل إلى التعميم في إطلاق الأحكام.
 
وعلى العكس من الفكر اللاموضوعي قدم لنا الإسلام من خلال ما يمتلكه من قدرة في مجال العدل وما يمتلكه من قدرة ذاتية بصورة عامة، مع حضور رائع في مجال الالتزام بقيم الموضوعية فكراً وخلقاً، قدم لنا إطاراً محدداً، تمثل واقعياً في الأجيال الأولى التي تحلت بأخلاق الموضوعية، وعُرفت بالانحياز إلى القيم المُعلية للعقل والتخصص العلمي والاعتدال في عواطف الحب والكره، وعدم ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، مع احترام (الآخر) ومحاورته بالتي هي أحسن، وتغليب مفردات النقد الذاتي والتواضع وامتلاك شجاعة الاعتراف بالجهل، وإعلاء شأن التخصصات العلمية، والانطلاق في المواقف والأحكام من قاعدة النسبية بعيداً عن التعميم( ).

الصفحات