أنت هنا

قراءة كتاب الحرب العالمية الثانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحرب العالمية الثانية

الحرب العالمية الثانية

كتاب "الحرب العالمية الثانية" للكاتب د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

الفصل الأول

الأسباب الـتي أدت إلى قيام الحرب العالمية الثانية

هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية، ولعل من أهم هذه الأسباب:

1. سياسة الدول الكبرى

تأثرت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الأولى بمواقف الدول فهنالك دول تضررت بعد مؤتمر فرساي وهي: ألمانيا وايطاليا واليابان، وقد أثرت سياسة هذه الدول على سياسة الدول الكبرى: بريطانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا، حيث كان التباعد والتناقض واضحا بين هذه الدول. فألمانيا لم توافق على شروط فرساي ولا على حدود عام 1919. وأخذت تستعيد قوتها بالتعاون مع روسيا. ومع صعود النازية إلى الحكم أخذ هتلر في إتباع سياسة توسعية فأعاد إقليم السار، وحصن منطقة الراين وانشأ جيشا كبيرا وتقرب من ايطاليا وبريطانيا وعمل على عزل فرنسا وقطع علاقته مع روسيا. ولكن عام 1939 غير موقفه من روسيا وعقد معها اتفاقية روبنتروب - مولوتوف وكان من أهم بنودها الهجوم على بولندا. أما ايطاليا فقد شعرت بخيبة أمل كبيرة من قرارات مؤتمر فرساي. وفي سنة 1922 وصلت الفاشية بزعامة موسوليني إلى السلطة في ايطاليا، وقد اتبع موسوليني سياسة التوسع والتقرب من ألمانيا بعد احتلال ايطاليا للحبشة، وفي عام 1935 تأزمت العلاقات بين ايطاليا وفرنسا، وفي عام 1936 تدخلت ايطاليا في الحرب الأهلية الاسبانية ( 1936- 1939). وأما روسيا فقد اتبعت سياسة مؤيدة لألمانيا بعد اتفاقية رابالو سنة 1922 واستمرت هذه العلاقة حتى سنة 1934 حيث قطع هتلر علاقاته بالاتحاد السوفييتي. وقد حدثت تقارب بين روسيا وبعض الدول الأوروبية (فرنسا وتشيكوسلوفاكيا) لمنع التوسع الألماني نحو الشرق. كما وازداد قلق روسيا من جراء هجوم اليابان على الصين واحتلال منشوريا.
وأما بريطانيا فقد تمحورت سياستها في دعم ألمانيا وذلك للمحافظة على ميزان القوى وكذلك بهدف إضعاف فرنسا. وقد أظهرت بريطانيا تنازلات لألمانيا منها موافقة بريطانيا على احتلال ألمانيا للنمسا سنة 1938. وبلغت سياسة الترضية أوجها في عهد رئيس حكومة بريطانيا نيفيل تشمبرلن. وبالمقابل فإن فرنسا لم تتنازل لألمانيا عن قضية التعويضات بسبب تخوفها من هجوم ألمانيا عليها في المستقبل. ولكن بسبب الضغوط الدولية ومعارضة بريطانيا لفرنسا أخذت فرنسا تبدي تنازلات لألمانيا. وقد اهتمت فرنسا بتقوية عصبة الأمم لإعادة التعاون مع بريطانيا. وبعد صعود هتلر إلى الحكم في ألمانيا، عقدت فرنسا حلفا عسكريا مع روسيا سنة 1935.
أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية فقد عادت إلى سياسة العزلة بعد الحرب العالمية الأولى حسب مبدأ مونرو ولكنها قامت بدعم ألمانيا كي لا تقع تحت التأثير الشيوعي. وبالرغم من عدم اعتراف الولايات المتحدة بالنظام الشيوعي إلا أنها قدمت الدعم لروسيا الشيوعية لكي تقف في وجه الخطر الياباني. وقد استمر حياد أمريكا حتى عام 1941 حين دخلت الحرب ضد دول المحور.
وفيما يخص اليابان فإنها أخذت تتوسع بعد الحرب العالمية الأولى في منطقة الشرق الأقصى وذلك لرغبتها في الحصول على المواد الخام لتقوية صناعتها. وفي عام 1931 قامت اليابان باحتلال منشوريا من الصين وأعلنت انسحابها من عصبة الأمم، كما قامت بالتقارب من ايطاليا وألمانيا، وتشكيل محور روما – برلين – طوكيو ودخلت الحرب العالمية الثانية إلى جانب دول المحور.

2. اتفاقات ما بعد الحرب العالمية الأولى

في الفترة بين 1920- 1922 عقدت عدة مؤتمرات أهمها:-
أ. مؤتمر واشنطن: واشتركت فيه الدول الكبرى واقتصر عمله على الشرق الأقصى والتوازن البحري.
ب. مؤتمر جنوا سنة 1922: عقد في جنوا في ايطاليا لبحث قضية التعويضات الألمانية وقضية الديون الروسية. ولكن هذا المؤتمر فشل بسبب الموقف العدائي الذي أظهرته الدول الكبرى تجاه سوريا وألمانيا.
ج. مؤتمر رابالو سنة 1922 : عقد بين روسيا وألمانيا وتقرر فيه التعاون المشترك بين البلدين بعد فشل مؤتمر جنوا، وقد استمر التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بينهما حتى عام 1933 حين صعد هتلر إلى السلطة في ألمانيا.

3. احتلال منطقة فرنسا الرور 1923

قامت فرنسا باحتلال منطقة الرور الألمانية بمساعدة بلجيكا وذلك لضمان نقل الفحم بموجب اتفاقية التعويضات، وكانت هذه المنطقة تحتوي على 80% من مناجم ألمانيا كما كانت مركزا للصناعة الألمانية. وقد أدى هذا الاحتلال إلى عدة نتائج وخيمة أهمها:
أ. أثار رد فعل عنيفا داخل ألمانيا حيث حاول هتلر القيام بانقلاب في ميونخ ولكنه فشل وسجن.
ب. أخذت ألمانيا بتحريض سكان الرور الألمان لمقاومة الاحتلال الفرنسي.
ج. أثار الاحتلال احتجاج ومعارضة بريطانيا والولايات المتحدة واستخدمتا الضغط الاقتصادي على ألمانيا فعقد مؤتمر في لندن سنة 1924 برئاسة داوز الخبير الاقتصادي الأمريكي الذي وضع برنامجا للتعويضات الألمانية.
د. تأزم العلاقات بين ألمانيا وفرنسا وكذلك بين فرنسا وبريطانيا. وهذا مهد الطريق إلى عقد معاهدة لوكارنو سنة 1925 في سويسرا، واشتركت فيها فرنسا وألمانيا وبلجيكا. وبتأييد بريطانيا، وبموجب هذه المعاهدة تم تحديد الحدود المشتركة بين هذه الدول الثلاث كما وتقرر عدم اعتداء دولة على أخرى وحل المشاكل بالطرق السلمية. وقد أدت هذه المعاهدة إلى تحسين العلاقات بين بريطانيا وفرنسا ولكنها أثارت معارضة روسيا.

الصفحات