تعرض الصومال لأطماع استعمارية من قبل الدول الأوروبية الغربية لما يمتلكه من موقع استراتيجي في منطقة القرن الإفريقي، وإشرافه على طرق الملاحة الدولية.
أنت هنا
قراءة كتاب الصـومال ومشكلات الوحدة الوطنية من الممالك القبلية الى المحاكم الاسلامية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الصـومال ومشكلات الوحدة الوطنية من الممالك القبلية الى المحاكم الاسلامية
تمهيـد
الصومال عرفها المصريون القدماء وأعجبوا بها، وسموها ببلاد (البنت) فأوفدوا لها البعثات للتقصي عن أحوالها وخيراتها، كما سميت أرض البخور والعطور، وبلاد العاج والجلود، فكانت مطمعاً قصده الكثيرون للحصول على هذه الثروات، ومن ثم مطمعاً تهافتت عليه الدول الاستعمارية في التاريخ الحديث، وفي مدة المد الاستعماري، للسيطرة عليه واستغلال خيراته وموارده.
واختلف الباحثون في تسمية الصومال، ففريق ذهب إلى أن الصومال اسم مشتق من سكان البلاد الأصليين، وقد اشتهر حسبما يذكره هؤلاء الكتاب والمؤرخين قديماً، ولكنه انتشر بعد انتشار الإسلام في المنطقة، وقد ذكر أحد المؤرخين أن هذا الاسم كان لرجل عاش في المنطقة منذ زمن قديم، في حين يرى آخرون، أن الاسم تحول من كلمة (ذومال)، حيث كان لرجل هاجر من جنوب الجزيرة العربية ثروة كبيرة، وكان يقال له (ذومان) لثروته. فقلبت الذال إلى صاد فسميت (صومال).
وهناك مجموعة أخرى من المؤرخين والكتاب تذكر أن كلمة (صومال) معناها باللغة الصومالية المحلية (بلاد الحليب) والصوماليون معروفون بإكرام الضيف، حتى أن اللبن طعامهم المفضل، وذلك لطبيعتهم الرعوية وتربيتهم للحيوانات.
وأخيراً لا بدمن الإشارة إلى رأي الرحالة برتون (Burton) الذي يؤكد أن كلمة صومال ترجع إلى اسم رئيس قبيلة عربية، هاجرت من شبه جزيرة العرب واستقرت في هذه البلاد، واندمجت مع السكان الأصليين، وأصبح لها شأن كبير فأعطت هذه البلاد أسمها.
وأرض الصومال ذات موقع فريد، اهتم به العالم قديماً وحديثاً فموقعها في شرق أفريقيا والقرن الإفريقي The horn of Africa ، أعطاها خصوصية متميزة، فهي ملتقى البحار والمحيطات، حيث البحر العربي يندمج بالمحيط الهندي في رأس (غرد فوى)، وحيث خليج عدنيتداخل مع البحر الأحمر، ومما زاد موقع الصومال أهمية، أنه امتلك أطول ساحل في أفريقيا، بعد دولة جنوب إفريقيا، حيث بلغ طول ساحله ما يقارب من 3335 كيلو متر. وبلغت مساحة أرض الصومال الكبير ما يقارب 1.22.000 كيلو متر مربع، وتمتد الصومال بين خطعرض (2ْ) جنوباً و(13 ْ) شمالاً، وبين خطي طول (40 ْ) غرباً إلى (51 ْ) شرقاً. كما أن الشعب الصومالي، يعد من أكثر الشعوب الإفريقية تمسكاً من الناحية الأثينية، فهو شعب مسلم، ويتمسك بثقافته العربية الإسلامية ويتحدث لغة واحد و هي الصومالية، وهذا ما أشار إليه المؤرخون منذ مدة طويلة ومنهم الرحالة العربي أبن بطوطة، عندما زار الصومال أثناء إحدى رحلاته إلى أفريقيا، في القرن الثاني عشر، فلا عجب بعد كل هذا، ان نقول أن أهمية الصومال من حيث الموقع والثروات، قد شكلت حافزاً أساسياً للدول الاستعمارية الأوروبية للتهافت على احتلال أرضه، ومن ثم السيطرة عليه، وتقسيمه إلى خمسة أجزاء وهي (الصومال البريطاني والصومال الايطالي) اللذان اندمجا مع بعضهما وكونا الدولة الصومالية التي استقلت عام 1960، والصومال الغربي الذي تحتله إثيوبيا حالياً، والصومال الفرنسي (جيبوتي) الذي استقل عام 1977، والجزء الخامس
هو (الصومال الكيني انفدي) إقليم الحدود الشمالية والذي لا زال تحت الاحتلال الكيني.