أنت هنا

قراءة كتاب الفتاوى الشامية في مسائل النازلة العراقية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الفتاوى الشامية في مسائل النازلة العراقية

الفتاوى الشامية في مسائل النازلة العراقية

لما وقعت بالعراق النازلة بتداعي الأحلاف من كل صوب تجاهه, وتساقطت أسواره , واحتلت أراضيه وأمصاره ؛ وتسلل تحت جنح الاحتلال أعداءه وحساده ؛ والنزاع من القبائل قصدوا تجاهه ؛ وقعت -جراء تصادم ذلك كله على أرضه- الفتن المدلهمات , والنوازل المستجدات –واحدة إثر أخرى

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5

واجب مناصرة العراق يقع على عاتق الدول لا على عاتق أفرادها

قال الشيخ الألباني –رحمه الله- مبينا وجوب مناصرة العراق –على الدول الإسلامية- لما أن قدمت قوات التحالف في حرب الخليج الاولى عام 1991م-: «أن هذا التكتل وهذا التجمع لم يكن حقيقة لإخراج العراق من الكويت إنما لتحطيم العراق لان هذا الأمر لا يحتاج إلى شرح لان الإذاعات والصحف والمجلات وكل وسائل الأعلام قد أجمعت على هذه الحقيقة حتى الكفار أنفسهم .
في هذه الحالة الآن نقول يجب على من بقي من الدول الإسلامية لم يتورطوا أن ينضموا إلى من يسمونهم بالحلفاء وجب على هذه الدول الباقية على الحياد أن يقاتلوا الكفار الذين يحاربون العراقيين , وعلى هذه الدول -ولا أقول الأفراد- على هذه الدول -لا أقول أفراد لوحدهم- , وإنما على الدول بجيوشها النظامية المتمرنة والمتمرسة على القتال بالآلات الحديثة المناسبة لهذا الغزو على هذه الدول أن يبادروا إلى الانضمام إلى العراق لمقاتلة الكفار الذين تبينت نيتهم أنها تحطيم الشعب العراقي والقضاء عليه ؛ هذا الحكم الذي انتهيت إليه الآن».

لا يجب على الأفراد الخروج للجهاد في العراق دون راية دولهم

وقال الشيخ الألباني –أيضا- مؤكدا أن وجوب الجهاد –عند وقوعه- يجب على الدول بحكوماتها وجيوشها النظامية ؛ لا على أفراد من تلك الدول- :«يجب على الدول الإسلامية أن يناصروا الشعب العراقي , وتحفظت , وقلت : ليس على الأفراد .
أعني بذلك : أن حماس الأفراد الذين شاهدناهم في أول الفتنة ؛ وبخاصة الآن هؤلاء لا ينبغي أن يفكروا بمناصرة العراق غيبيا , وإنما عليهم أن يحملوا دولهم على أن يكونوا معهم في مناصرة العراق على أعدائهم -الذين سموا : بالحلفاء- والسبب في ذلك يعود إلى أمرين :
الأول : شرعي , والأمر الثاني : الواقع هو الذي يفرضه .
أما الشرع ؛ فنحن نعلم من السنة الصحيحة أن المسلمين الذين كانوا يقاتلون الكفار في العهود الأولى -حتى في العصر النبوي- كانت كل قبيلة تقاتل أفرادها مع قبيلتها ؛ فالمهاجرين مع المهاجرين , والأنصار مع الأنصار -تجمعهم دائرة الإسلام- ؛ فلماذا كان هذا؟.
لأن لكل قبيلة عاداتها وتقاليدها التي لا تختلف مع الإسلام ؛ فالتفاهم واللغة ونحو ذلك ... , كل هذا مما يتعلق بالتنظيم للجهاد الإسلامي .
فإذا ذهبت دولة ما بشعبها للجهاد فستكون لهم رايتهم الخاصة بهم وأفراد شعبهم يفهمون أساليبهم , ويفهمون لغتهم ... ونحو ذلك .
هذا هو السبب الأول وهو الشرعي ....
أما الأمر الذي يقتضيه الواقع : فالأفراد فيما يذهبون إلى هناك فسينظمون إلى نظام –أولاً- لا عهد لهم به ولا معرفة لهم به ... , وفي ظني إذا كان هؤلاء الأفراد من المسلمين لا يجمعهم نظام إسلامي يحكمهم وينظم شأنهم ستكون خسارة هؤلاء الأفراد فيما إذا ذهبوا هناك لتحقيق فرض أن يضيعوا فروضا كثيرة وكثيرة جدا ... .
فعليكم انتم الآن أن تجاهدوا أنفسكم ولا أن تستسلموا لعواطفكم , وان يذهب كل منكم لا يدري على أي شيء !! سوى يريد أن يجاهد هناك , وهو إذا وصل هناك ضاع , وأضاع كثيرا من الأحكام الشرعية -كما المحنا إلى ذلك أنفا- ؛ فعلينا والحالة هذه أن نعنى بجهاد النفس -الذي هو في الحقيقة لا يكون المسلم مجاهدا في سبيل الله ألا إذا جاهد هواه- , وعليه أن يمرن نفسه على مجاهدة هواه , وهو في عقر داره كما قال [المؤمن من جاهد هواه لله] . .
ولينظر كل فرد منا ها هنا فسيجد نفسه مقصرا في القيام بكثير من الواجبات العينية , لذلك فليتدارك أمره وليحسن توبته وأوبته إلى الله عز وجل ليحقق نوعا من الجهاد , لعله بعد ذلك إذا جاء وقت الجهاد -لمناصرة العراق على أولئك الكفار- حينئذ يتمكن من تمرن على الجهاد في عقر داره أن يجاهد في سبيل الله عز وجل خارج بلده.
ويبقى شيء -والحالة كما ذكرنا- أن اذكر الحاضرين بقوله [إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم بدعائهم وإخلاصهم] ؛ فإذا كنّا ضعفاء الآن لا نستطيع كأفراد أن نناصر شعب العراق !! على الأقل أن ندعوا لهم , ونخلص لهم في الدعاء , وبخاصة في القنوت -في الصلوات الخمس-كما يفعل كثير من أئمة المساجد اليوم- , ولكن المهم أن نخلص في الدعاء إلى الله -عز وجل- لعل الله -عز وجل- يعيد هؤلاء الكفار مهزومين , ويجعل شعب العراق منصورين -كما نرجو ذلك من رب العالمين-»
وقال –أيضا- رحمه الله- : «أنك لو كنت من الدول التي ما تحالفت مع الكفر , -مع ذلك- نقول : لا تجاهدوا فرادى ؛ لأن هذه المحاذير كثيرة جدا .
بمعنى : أنه في سبيل القيام بواجب ؛ فيضيع واجبات -هذا الفرد-.
أما إذا ذهب مع الدولة باستعداداتها التي تتناسب مع المصير هناك ؛ يمكن أن يجاهد , وأن يتحقق النصر الذي ننشده للشعب العراقي , وليس للنظام العراقي , ولا لحزب البعث , ولا لشخص صدام» .
 

الصفحات