المجموعة القصصية "كلام الصمت"، للكاتب الليبي محمد عياد المغبوب، نقرأ من أجوائها:
أنت هنا
قراءة كتاب كلام الصمت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كلام الصمت
لم تهمني فداحة ما أرى ، لكثرة ما رأيت ، حتى وصلتُ أفق السماء طاوياً المسافة طياً
عملقة كبرى كنتُ أقومُ بها ، ولم يأبه بها أحد ، فقد أهتم الجميع بالمحمول ، وأهملوا الحامل
هالهم النور بين كتفي ، وعقدت الدهشة لسان حالهم .
انبهروا بضوء نجمتي ، بينما زمرة من الحذاق ، وقطاع الطرق ، والذين يمتطون موج الزحام ، ويرتقون ربكة المكان
هؤلاء اللذين يخطفون خبز الفقراء ، ويلوكون صمت المساكين ، ويصنعون الأحلام المؤجلة .
الذين كلما عرفتَ لهم وجهًا ، ارتدوا قناعاً زاغوا به عنك ، وجدتهم ينسلون إلى المكان.
كل منهم حاول إجتزاز جزءاً من نجمتي .
بيد أن الخيبة كانت تقذف نفسها ، والفشل يخلع رداؤه عليهم ، فبدوا أضعف مما هم عليه.
ها هي ذي المسافة أرى أولها ، والمح منتهاها ، وأرقص من شدة الضحك على الجهد الذي بدلته لقياس المسافة
وجدت أول الآهة ، هو آخر الأنين
كانت الآهة واحدة على نفسها منقسمة إلى جزئين يمكنني بكل يسر، إذا ما توفر الوضوح لدى ، أن أقذفها بعيداً ، وأصوبها على تلك الحية ، التي أربكت المكان ، فأثلجت قهوتنا ، وكسّرت كؤوس نشوتنا ، فلم نعد نروض ، مزاجنا كما يجب لننطق الحكمة ، وهي علي رؤوس ألسنتنا الصامتة
جدي كان يقول …
(أ قطع الرأس تتيبس كل أعضاء الجسد) .
ماذا نفعل , وقد سرقوا الفؤوس كلها ، والسادة أحرقوا ، الغابات.
الساعة في يدي معطلة ، والشمس خلف قصر الأمير،وأن...
طرحت، من ذهني كل ذلك ، وأبصرتُ اللون الأرجواني عند الأفق، فأدركت,موعد سطوع نجمتي من عليائها ، تنتظر الفجر الذي يأتى دوماً فإذا هي ترتقي بكل الزهو سلم السماء إلى حيث كانت ، وهو مكانها الدائم لها.
ما زلتُ أنا هنا كما أنا
غير أنني أدركتُ بعد قياس المسافة . أن بين الآهة ، وأنينها ،
قلب صغير يعتصر
وشوق كبير يحتضر
وحيرة كبرى عند مفترق الطرق
تاهت بأنفاسها،العاصفة.
ربما لهذا ، واستدراكا للأمر، نبت في الحلق ، صمت الصدى .ليكتب علي الضلوع ، قصة المسافة بين الآهة ، وأنينها.
وجدتني منفلتاً من كل ذلك ،كأنني لم أسمع شيئا ، ولم أرقب أمرا، وأن المسألة ليس إلا رواية كل ليلة أكتب لحبيبتي جزءاً منها بعيداً عن كل الآهات.
عندما يأتى جلال الليل ، وبهاء السحر ، أضع في حجري ، قبسا من ضوء نجمتي ، وبكلام الصمت أنشد لها قصيدتي ، وأسرد قصتي عنها.ِ