أنت هنا

قراءة كتاب كلام الصمت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كلام الصمت

كلام الصمت

المجموعة القصصية "كلام الصمت"، للكاتب الليبي محمد عياد المغبوب، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 4

الدمية

(1)

شدني مظهر المرأة اللدائنية ، الواقفة في غنج خلف زجاج المحل الذي يبيع الملابس النسائية ، عند منتصف شارع الاستقلال.
وجدتها في غاية الجمال.
رفيعة بقوام ممشوق ، شعرها ينسدل على كتفيها ليظهر بياض صدرها نصف العاري ، وفستان من لون عينيها السوداويتين ، يكسيء جسدها إلى ما فوق الركبتين بقليل بفتحة من الجانب الأيسر ،إذ مشت أبانت عن نصف الفخذ ليلفت الانتباه لسحره .
كما بدت لي ، فقد جُسدَ جسدها ، على مقياس الجمال 90/ 60/90 سم العالمي.
فالأعضاء متوافقة في كامل الانسجام ، والوجه يبعث على الراحة والسرور، يرتكز على عنق متوسط الحجم ،كأنه الغصن الذي يحمل الزهرة.
اهتمامي الكبير بجسد المرأة ، مبعثه القيمة الجمالية ، التي يجسدها ، وروعة المبدع المطلق في تعبيره الحاد لرسم البهاء داخل النطاق النسوي ، ولطالما فتشتُ بين النساء في الأماكن العامة ، وعلى صفحات الجرائد ، والمجلات ، وفي شاشات التلفاز، وبين عوالم الأدب ، والفنون كافة ، عن امرأة مكتملة الجمال ، خارجه ، وظاهره ، ممتلئة أنوثة ، مزدانة بياقوت الحياء ، وحُمرة الخجل.
امرأةُ جميلةُ، سكنت خيالي منذ جلوسي الأول على مقاعد الدراسة ، حيث كنتُ بين درس ، وآخر أحاول رسم ملامحها ، على الورق ، وأراها الآن مجسدة أمامي من مادة اللدائن ، في زي عصري ، خلف زجاج المحل ، واضحة الحضور بهية الطلعة ، لابد ، وأن النساء كلما مررن بها ، حسدنها بنظرة حاقدة .
تأملتها جيدا
قارنتها بالتي تسكنني ، لعلها هي ، أو تشبهها ، ووجدتني أنشد لها..
افتحي لي سنوات الغياب
لأتي بك طيفا يلازمني
أنت يا بوابة عمري القديم
الآسي من الوحدة يأسرني
فتعالي دفعة واحدة
واغرفي لي منك حفنة عشق عتيق
أريد أن أشاء الأمر الاستثنائي
أن تتفتح الورود في خريف العمر
وتضوع البساتين بعطر الجمال..
صاحب المحل استغرب مني أمري ، وفتح نافذة الكلام معي ، وأغلقها بإهدائها لي فقدمتُ له جزيل شكري ، وإلى البيت عدت فرحا بها,

الصفحات