المجموعة القصصية "كلام الصمت"، للكاتب الليبي محمد عياد المغبوب، نقرأ من أجوائها:
أنت هنا
قراءة كتاب كلام الصمت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كلام الصمت
(2)
عند كل مساء تقريبا نحتسي القهوة معا في المقهى الذي اعتدتُ الجلوس إلى إحدى طاولاته
بكلام الصمت نتحدث إلينا.
أنشدُ لها القصائد ، وأسردُ القصص لها ، ولا أنسى طلب الشراب البارد ، أو الساخن لها ، ولا أبالي بتلك المداخلات من قبل بعض الفضوليين ، وأسئلتهم عن غرائبية الحالة التي تبدو لهم.
عند العاشرة ليلا أعود بها.
أخلع ثيابها ، وحذائها المدولب ، وألبسها ملابس النوم ، أمددها على السرير المقابل لسريري أغطيها، وأستودعها السلامة ، متمنيا نوما هادئاً لها.
معها عشتُ سنوات هانئة ، طابت أوقاتي فيها ، ونعمت بالسعادة معها ، أحيا ، وفي حوزتي الجمال كله.
(3)
شائعات عديدة انطلقت تمضغ سيرتي مع من أحببت ، وظنون كثيرة حاذت أغلب الناس ، وسوس بها الخناس لهم ، همست بها بعض الشفاه لي منها:
(الدمية عفريتة تزوجتني ،وتملّي الشعرَ علىَّ..
أنني قد فشلت في بناء علاقة مع أي امرأة..
...
..
.
المساكين ،لم يجدوا تفسيرا لحالتي ، فركنوا إلى كلام الأباطيل.
فكرهم المتقاعد عن العمل ، فشل في السؤال ، فضاعت عنهم الإجابة في غياهب الجهل .
لم يدركوا أن استعاضتي عن أشباه النساء هذه ، بدمية لدائنية ، يعد مسألة متعلقة بالقبح الموجود ،لهذا صار الورد علفا للخراف ، والشِعرُ ،أكاذيب الشعراء ، والموسيقى فحيح الأفاعي .
الأمر بالنسبة ليس إلا مساحة يومية للحياة أبتني فيها بيتي ، وأزينه بجمال امرأة لدائنية.
الحياة أجدها في تعاملي معها ، في هذا السياق الحيوي الذي أعايشها بها
امرأة جميلة حاضرة معي ، ذات الصورة المثالية التي غرسها خيالي في حياتي أتلذذ بالعيش معها ، مستمتعاً بها.