أنت هنا

قراءة كتاب كلام الصمت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كلام الصمت

كلام الصمت

المجموعة القصصية "كلام الصمت"، للكاتب الليبي محمد عياد المغبوب، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5

(2)

عند كل مساء تقريبا نحتسي القهوة معا في المقهى الذي اعتدتُ الجلوس إلى إحدى طاولاته
بكلام الصمت نتحدث إلينا.
أنشدُ لها القصائد ، وأسردُ القصص لها ، ولا أنسى طلب الشراب البارد ، أو الساخن لها ، ولا أبالي بتلك المداخلات من قبل بعض الفضوليين ، وأسئلتهم عن غرائبية الحالة التي تبدو لهم.
عند العاشرة ليلا أعود بها.
أخلع ثيابها ، وحذائها المدولب ، وألبسها ملابس النوم ، أمددها على السرير المقابل لسريري أغطيها، وأستودعها السلامة ، متمنيا نوما هادئاً لها.
معها عشتُ سنوات هانئة ، طابت أوقاتي فيها ، ونعمت بالسعادة معها ، أحيا ، وفي حوزتي الجمال كله.

(3)

شائعات عديدة انطلقت تمضغ سيرتي مع من أحببت ، وظنون كثيرة حاذت أغلب الناس ، وسوس بها الخناس لهم ، همست بها بعض الشفاه لي منها:
(الدمية عفريتة تزوجتني ،وتملّي الشعرَ علىَّ..
أنني قد فشلت في بناء علاقة مع أي امرأة..
...
..
.
المساكين ،لم يجدوا تفسيرا لحالتي ، فركنوا إلى كلام الأباطيل.
فكرهم المتقاعد عن العمل ، فشل في السؤال ، فضاعت عنهم الإجابة في غياهب الجهل .
لم يدركوا أن استعاضتي عن أشباه النساء هذه ، بدمية لدائنية ، يعد مسألة متعلقة بالقبح الموجود ،لهذا صار الورد علفا للخراف ، والشِعرُ ،أكاذيب الشعراء ، والموسيقى فحيح الأفاعي .
الأمر بالنسبة ليس إلا مساحة يومية للحياة أبتني فيها بيتي ، وأزينه بجمال امرأة لدائنية.
الحياة أجدها في تعاملي معها ، في هذا السياق الحيوي الذي أعايشها بها
امرأة جميلة حاضرة معي ، ذات الصورة المثالية التي غرسها خيالي في حياتي أتلذذ بالعيش معها ، مستمتعاً بها.

الصفحات