المجموعة القصصية "كلام الصمت"، للكاتب الليبي محمد عياد المغبوب، نقرأ من أجوائها:
أنت هنا
قراءة كتاب كلام الصمت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كلام الصمت
( 9 )
أردتُ أن ينشغلَ الناسُ بأمر يحبونه جدا ، وللطمع الشديد لدى اغلبهم ، كنتُ واثقاً من حرص كل واحد منهم ، على الحصول على الذهب ، ولهذا سوف يعمل كل منهم ، على استظهار دميتي التي سرقها أحدهم
إنه حتى ، ولو جاء السارق الحقيقي بها ،فلسوف يثار جدل طويل ، وعقيم حول أهلية الحصول عليها .
لهذا فأن امرأتي الدمية ، لن تظهر ، ولن تتحول عروس البحر إلى كتلة ذهبية
غير أن انشغال الناس بالأمر ، وترقبهم ليوم الموعد من الشهر القادم سوف يطول إلى قيام الساعة.
- هذا أمر جيد..
جيد أن ينشغل الناس بأمر ما ، وفى خضم انشغالهم هذا ، سوف تبرز على سطح الحياة ، أمور كثيرة ، ربما تفلح في تبدل نمطية التفكير لديهم ، ولعلهم يدركون أخيراً ، أن الزمن قادر على أول التغيرات التي تطرأ ، تنتج مقتضيات روحية ذات ، وقائع جمالية ، سوف يحسون بها في حينها ، وبوعي منهم .
إذا ما حدث هذا ، فان النجاح الأكبر الذي سأحصده هو إدراكهم للجمال الذي سرقوه منى ، ولكى لا يسرق الجمال أحد من أحد ، عليهم جميعا أن يحوزوا الجماليات كلها بأن يعودوا من طريق اللهث خلف الماديات ، ليحضنوا الجماليات في الحياة ،بين ضلوعهم.
حينها فقط ، ستنـزع الكآبة عنهم ، ويزاح البؤس عن نفوسهم .
حينها كذلك ، سأنعم بلقاء جديد مع المرأة التي أحببتها لتخرج من خيالي ، وتصير واقعاً أعيشه كل يوم
- كلام الصمت قال :
(كان السكانُ يترقبونَ كل يوم الخامس عشر من كل شهر ، والجميع تقريباً قد انشغل بأمور عديدة ، ذات علاقة وطيدة بالجمال ، والرجل يبحث عن دميته الضائعة , وبعد مائة عام من عمر المنحوتة ، تخبرنا الحكايات ، والقصص عن المدينة ، أن ذلك اليوم صار عيداً للجمال المحبين يحتفلون به في كل البلاد، والمتحضرة على وجه الخصوص،
والقصة هذه ، باتت من قص الموروث الشعبي تسرد ها الجدات على الأطفال كشاهد أدبي على الجمال.