أنت هنا

قراءة كتاب كلام الصمت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كلام الصمت

كلام الصمت

المجموعة القصصية "كلام الصمت"، للكاتب الليبي محمد عياد المغبوب، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 8

القصة

(1)

للقيلولة الليبية طقوسها ..
بعد الغذاء الفقير وجبة الكسكسى تأخذني غفوة قصيرة حيث تتم فيها الوا لدة تجهيز الدور الأول للشاى ، وهي تقتعد الخمسين عاماً،وآلاف الذكريات.
إلى حد الآن لم يقف أحد على سر طريقة تجهيز الشاي في ليبيا ، على وجه أخص ، ربما لأن المسألة لا تهم كثيراً .
فالأدوات المستعملة كثيرة ، والأدوار ثلاثة ...، والرغوة التي تتوج الأكواب الصغيرة ضرورية جداً ، وهذه القتامة في اللون من شدة الغلي ، والمدة التي تستغرقها الجلسة .
مرة سمعت عمي يقص السبب وكأنه اكتشف السر فيقول ..
لسببين مهمين تم إعداد الشاي على هذه الطريقة
- الأول .. ملء الفراغ .
والثاني .. زيادة ترابط الأسرة .
والحقيقة حسب ما يقرها الرقيبي وهو صاحب الدكان الذي يجهز الشاي ، وبه يجمع أهل القرية وهم يقتلون فراغهم .
أن مجلساً خالياً إلا من اثنين فقط ، يمكن ملئه بعديد الأشخاص ، بوضع إبريق الشاي فوق النار .
* الشاي يلم الأقرباء ، كما يلم بخور الجاوي الأرواح الطيبة .
وبغض النظر عن ما إذا كنت أتبنى تفسير عمي ، وتفنيد الرقيبي له ، فإن جلسة الشاي هي العملية التي يمكن بها لم شمل العائلة .
عند ما بعد الظهر ، وقبل الأصيل ، وعند السمر لدى جلسة الشاي يكون رب العائلة هو رئيس الجلسة ، ورقيب الأفواه ، وملاحظاً لكل الحركات .
الجلسة تطول لأكثر من ساعة تقريباً ، تبدأ الألسن في لوك الحديث مع توزيع الدور الأول ، ويصير للكلام شهية لا تقاوم ، فهو يصل إلى حد الهذر ، وعدم التكلف في الحديث بما لا يخرج عن الأدب العام .
في جلسات الشاي كنا نتربى ، ونتأدب ، ونتعلم السلوك السوي ، ونحفظ على ظهر قلب .
نعم.
لا.
وعيب

الصفحات