المجموعة القصصية "كلام الصمت"، للكاتب الليبي محمد عياد المغبوب، نقرأ من أجوائها:
أنت هنا
قراءة كتاب كلام الصمت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كلام الصمت
( 4 )
كعادتي عند الساعة السابعة صباحاً ، استيقظت من نومي ، ملقيا تحية الصباح عليها
نزلت من سريري متوجهاً إلى فراشها لأنزع الغطاء عنها .
تسمرت في مكاني ، وانطلقت من فمي صرخة آسفة !
( 5 )
قلت لضابط الشرطة في المركز
- سرقوا امرأتي منى
( 6 )
بعد بحث شديد عنها ، لم أجدها ، الشرطة لم تعر الأمر اهتمامها ، كانت منشغلة في قضايا أخرى ، تظهر عدم الأخلاق لدى السكان ، وُتبِينُ عن حالة مادية صرفة ، كان الناس يعيشونها ، ويلهثون خلفها ، يضيعون أعمارهم بين الحصول عليها ، وبين حالة البحث عند فقدانها.
من ناحيتي ،كنت أعلم ، أن نهضة الأمم هي تبدل كلى في المقتضيات الروحية ، وأن الوقائع الجمالية ، تأتى من حيث الزمن طليعة التغيرات الطارئة لابد ، وأن يحس الناس بالجمال ، وسوف يسعون إليه بعد فقدانهم الإحساس بقيمة الأشياء الحسية، تلك التي أوتار القلب تعزفها، الحياة لدى ، قيمة أعيش عليها ، ومبدأ لن أحيد عنه أبداً
أما ، وقد فقدتها غصباً ، وقسرا ، فأن محاولة أخرى علىّ القيام بها ، لأجدها ثانية
( 7 )
الناسُ يندهشونَ لكل أمر غريب ، لهذا علىّ أن أتيَ أمراً غريباً ، يتحلق الجميع حوله ، يسلب ألبابهم، ليستبدلها بقلوب جديدة .
غير أنني لست نبياً ، أفلق البحر لهم ، أو أنزل من السماء مائدة عليهم ، أو أن أمشى على الماء ، أو أن أحي الموتى بأذن الله .
ولستُ ساحراً ، أجعلُ العيونَ ترى ما لا يكون ،كرهط فرعون
المسألة تبدو معقدة ، ومع التفكير فيها ، أخذتُ أحل خيوطها المتشابكة ، لأفتل منها حبلا ، أصل به إلي الحقيقة ، وأجعل الآخرين يتبعونني..
قبضت على الفكرة بأصابع قلبي ، وأخذت في تنفيذها
( 8 )
لان الناس يحبون الذهب ، بدأتُ في سرةِ المدينة ، أنحتُ عروس البحر ، في وسط الميدان الكبير ، وسط ازدحام السكان الذين وجدتهم يرشقون منحوتتي بنظرات ممزوجة بدهشة ، واستغرابا .
جعلت أسفل السمكة جسد امرأة فاتنة الملامح بكل التفاصيل الخارجية للجسد ، والنصف الأعلى لها وجه سمكة ، ، وعلى بعد خطوتين من المنحوتة علقتُ لافتة كتبتُ عليها..
(( في الخامسة عشر من الشهر القادم ، تتحول العروس إلى كتلة من الذهب ، إذا ما حضر الشخص الذي حاز دميتي ، ولامست يداه جسد العروس ،أمسى مالكاً لها))