ليس خلعا للأبواب المفتوحة أن نزعم أنّ الفكر البشري إنما يتطوّر بتلاقح الأفكار وتجاورها واعتراكها واختصامها.
أنت هنا
قراءة كتاب بساتين الكلام - محاورات في الفكر والأدب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
البروفيسور حمادي صمود
(من كلية الآداب منوبة - الجامعة التونسية)
مناهج دراسة الأدب مكسب معرفيّ
والنقد الثقافيّ تنويع على النقد الإيديولوجيّ
ليس العظيم من يكون عظيما في ذاته، بل من يُشعر الآخرين بأنهم عظماء. لقد تبادرت إلى ذهني هذه الحكمة عندما تشرفت في ملإ كريم من الحضور بسماع محاضرة البروفيسور حمادي صمود الشائقة في الملتقى الثقافي الأهلي في البحرين، في شهر أبريل المنصرم وخرج الحضور بانطباعات جميلة عن تلك السهرة التي برهن فيها – مجدّدا – عن امتلاكه ناصيتي العلم والفصاحة.
وليس من اليسير التعريف بحمادي صمود، وقد وجدت الباحثة التي عملت تحت إشرافه الأستاذة نور الهدى باديس مشقة في ذلك عند تقديم الأستاذ الجليل في منبر الملتقى، ولكن يكفي أن نقول إنه أكثر أساتيذ اللغة العربية وآدابها إشرافا ومناقشة لرسائل الدكتوراه على مدى أكثر من عقد من الزمان، لنعرف طرفا من قيمة الرجل. وقد نشر "التفكير البلاغي عند العرب" و"الوجه والقفا في تلازم التراث والحداثة" و"الأدب عند العرب" و"تجليات الخطاب الأدبيّ"، فضلا عن الترجمة والكتب الجماعية والمقالات في دوريات علمية عربية وأجنبية بلساني الجاحظ وموليير...
ولم تفتني فرصة طرح بعض الأسئلة على الأستاذ الكريم، ولم يثنني موعد طائرته المستعجل عن إرسال الأسئلة إليه تطير معبّرة عن مُهجة متحرّقة إلى أن يتكرّم أستاذ الأجيال بإفادتنا حولها، ولم يكن شيخ اللغة العربية في كلية الآداب بمنوبة، بخيلا، على الرغم من اختصاصه في الجاحظ اختصاص الألمعيّ، فوافانا مشكورا بإجابات بليغة تبلّ الصدى في مواضيع تتصل بالبحث الجامعيّ في تونس وبالنقد الثقافي وتحليل الخطاب وبسنّة التداول بين الأجيال، طلبا لكسب الرهانيْن المعرفيّ والحضاريّ...